اعتمد الكاتب المسرحي فهد رده الحارثي في مسرحية «نحن هنا» التي عرضت على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالأحساء أخيراً، على مشاركة الطفل في صناعة أحداث المسرحية بشكل مباشر، من خلال اختيار أحد الممثلين بعض الأطفال لحكاية قصة، فيقوم الممثلون بأدائها مباشرة، في صورة تدل على حرفية الممثلين.وتقوم فكرة المسرحية على إيجاد حل لعدد من الممثلين لخروجهم من مكان لم يستطيعوا الخروج منه، وأن خروجهم أو إنقاذهم يشترط فيه إسعاد الأطفال الموجودين في قاعة العرض، فتبدأ الأفكار تتوالد لدى الممثلين إلى أن يتفقوا على قص حكاية للأطفال، وتمثيل حكاية يقولها طفل يتم اختياره من أحد الممثلين، وهي توجه إلى حب العمل والصدق والتعاون. النص المسرحي وعلى رغم فكرته الجديدة في أن يكون المشاهد - الطفل جزءاً من صناعة المشهد المسرحي وعلى رغم جرأة تمثيله، إلا أنه لا يخلو من ظهور ضعف وعدم ترابط في أحداث العرض، وبالتالي عدم اكتمال عناصر العرض المسرحي والتأثير في الحكم على المسرحية بشكل عام، وهذا ما ظهر في مسرحية «نحن هنا» إذ وضح الخلل في النص وعدم التماسك في نمو الخط الدرامي، وربما يصلح هذا النوع لاحتفالات العيد أو مناسبات أخرى، وليس عرضاً مسرحياً، ولكن على رغم ذلك فقد استطاع الممثلون أن يرمموا هذا الضعف في توليفة النص بأدائهم الرائع والمبدع، خصوصاً عند الممثل إبراهيم الخميس الذي شارك كثيراً في مسرحيات متنوعة للكبار، إلا أنه في مسرحية «نحن هنا» أظهر براعة في أدائه العفوي والبسيط أضفت إلى العرض خفة كوميدية، وهذا الاكتشاف في قدرات الممثل الخميس يحسب للمخرج الشاب علي الشويفعي الذي استطاع بأفكاره الإخراجية أن يضيف حيوية وحركة في صفوف الأطفال المشاهدين وعدم شعورهم بالملل من العرض. المسرحية اكتملت جوانبها بلمسات فنية وسينوغرافيا من المخرج زكريا المؤمني، المشرف الفني على المسرحية وبمؤثرات وألحان محمد عبدالرحمن الحمد. المسرحية من تمثيل: عبدالمنعم الغزال ومنصور الذكرالله وعبدالعزيز بوسهيل وعباس الشويفعي وحيدر الوحيمد، سيعاد عرضها خلال ملتقى مسرح الطفل أيام عيد الفطر المبارك في قاعة المرحوم عبدالرحمن المريخي في مقر جمعية الثقافة والفنون. تصميم الملابس والإكسسوارات علي حسين، كلمات الأغاني محمد الرويشد، تصوير علي الشافعي وقاسم الشافعي، ومن إشراف نوح الجمعان وعبدالله التركي، والإشراف العام مدير الجمعية سامي الجمعان.