رداً على ما نُشر في «الحياة»، العدد «17264»، بتاريخ «29 - 7 - 1431ه»، (11 تموز/ يوليو 2010)، تحت عنوان «البراك يصف الصحافيين ب «جنود الشيطان»... ويطالب بتغطية وجه المرأة ورقبتها في المحافل النسائية!»، للمحررة إيمان القحطاني. كتبت إحدى المحررات خبراً في صحيفتكم الغراء، والكل تابع إرهاصات وتبعات هذا الخبر الذي أفضى إلى حملة عنيفة على الشيخ عبدالرحمن البراك - أظنه لا يستحقها - وذلك بمباركة من بعض رؤساء تحرير الصحف الذين يطبقون سياسة الإقصاء بعينها، لا يرتضون لما يطرحه الرأي الآخر، وإنما شعارهم «غير صالح للنشر»، الكاتبة التي عملت على نقل الخبر وشكلته على هيئة فتوى، كان بودي لو أنها أنكرت ذاتها وتحرت الدقة في ما نقلته عن الشيخ البراك، وتمثلت أمامها أمانة الكلمة وعظمها، واستشرفت عواقبها، فكلام الشيخ عبدالرحمن البراك ليس فيه إشارة لتغطية وجه المرأة أمام النساء من جهة، ولا ثمة إشارة يتهم فيها الصحافيين السعوديين بالذات بأنهم «جنود الشيطان» من جهة أخرى، فمنهج الشيخ في الرد على الخصوم منهج سلفي، لم يتهم أحداً بعينه، منهجه قائم على «ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا»، فالشيخ سلفي العقيدة، تخرج على يده الآلاف من الطلبة في كلية أصول الدين، منهم مشايخ يشار اليهم بالبنان، ولم يُعرف عنه الشذوذ في الطرح، ولكنه غيور على العقيدة، يصدع بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم. الكاتبة أخرجت إجابة الشيخ بقالب مثير للجدل، وزعته وكالتها للأنباء، لكتبة اختارتهم بعناية، تلقفه بعض هؤلاء المتربصين هنا وهناك، الذين جعلوا من «الحبة قبة»! كعادتهم، فطفقوا يرمون الشيخ بسهامهم المسمومة، يصفونه بأقذع الأوصاف، تارة بالمتشدد والمتزمت، وأخرى بالمتحجر!! لا يردعهم رادع من إيمان أو خوف من الله، لم يتذكروا (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) الآية، ألم يدر في خلدهم أنهم يهدون الشيخ حسناتهم، ويحطون عنه سيئاته؟! أعتقد أنهم لا يدركون ذلك جيداً! لثقافتهم الإسلامية الضحلة. الشيخ البراك ليس سوقياً، إنه شيخ نشأ وترعرع على طاعة الله، يدعو إلى الله على بصيرة، لم يتهم الصحافيين السعوديين صراحة، وإنما إتهامه للصحافيين أصحاب الطرح الفاسد والعقيم بشكل عام، ولم يدع المرأة بوجوب تغطية وجهها أمام أخواتها من النساء، ولكنه نهى عن السفور والتعرى حتى أمام النساء، ويبدو أن كلام الشيخ لم يرق للمحررة ومن سار على نهجها، فأخذ الجميع يسخر منه ويؤلب عليه، ويصنف بعض الكتاب ورؤساء تحرير بعض الصحف على سبيل النكتة، يقول عن رئيس التحرير الفلاني بأنه رئيس «الشياطين»، وعن الآخر بأنه من مردة الشياطين...الخ، حتى أنه لم يسلم منه المخضرم صاحب الطرح المفيد محمد القشعمي، ذلك الزلفاوي الهادئ - نسبة إلى الزلفي - عندما وصفه بمؤرخ الشياطين والعياذ بالله. يا رعاكم الله أين هؤلاء الكتبة عن المتشيخين أصحاب الفتاوى الشاذة؟! أو أن فتاواهم لامست رغباتهم وشهواتهم؟ فلاذوا بالصمت! هل يرضى هؤلاء أن يوصفوا بدعاة الضلال والسفور والإنحلال؟! لا شك - ولا تطريز ولا تخريم - بأن من يدعو إلى تلك، ليس من جنود الشياطين فحسب!! بل من رؤوس الشياطين ومردتهم! ولا أخال أحداً يعتقد خلاف ذلك مهما بلغ الخلاف معه، فلينظر بعض الكتاب الذين هاجموا الشيخ البراك إلى حالهم، ويزنوا أنفسهم بميزان الحكمة والتعقل. [email protected]