انهالت الاتصالات على مستشفيات مدينتي الرياضوالخرج وهيئة الهلال الأحمر السعودي ليل أول من أمس تطلب فرق إسعاف لإنقاذ 397 مقيماً يعملون في شركة مقاولات يعانون من أعراض تسمم غذائي، واستنفر عدد من المستشفيات الكبرى لاستقبال المصابين، فيما وصل 15 طبيباً إلى مكان سكن العمال لمتابعة حالاتهم. وأوضح المدير العام للشؤون الصحية في منطقة الرياض الدكتور عدنان العبد الكريم ل«الحياة» أن عدد حالات التسمم التي رصدتها الجهات الصحية جراء التسمم الذي حدث في مجمع عمالة أجنبية في الخرج هو 397 مصاباً وزعوا على عدد من المستشفيات الحكومية، إذ نقل 197 مصاباً منهم إلى مجمع الملك سعود و64 إلى مستشفى اليمامة و74 إلى مستشفى الأمير سلمان و50 إلى مستشفى الملك خالد و17 إلى المستشفى العسكري. وأضاف أن 317 مصاباً تلقوا العلاج وخرجوا من المستشفى فوراً، فيما بقي 44 تحت الملاحظة يمكن أن يغادروا المستشفى أمس، و36 لا يزالون منومين لتلقي العلاج، مؤكداً عدم تسجيل أية وفاة. ولفت إلى أن «الشؤون الصحية» شكلت فرق استقصاء وبائي لمعرفة أسباب حالة التسمم، لافتاً إلى أن آخر ما تناوله المصابون كان وجبة عشاء من مطبخ المجمع. وعن نية الوزارة محاسبة الشركة، قال: «نتريث خروج نتائج التحاليل التي تعمل عليها الفرق المكلفة ومن ثم لكل سبب عقاب». من جهته، ذكر مصدر مطلع في هيئة الهلال الأحمر السعودي ل«الحياة»، أن بلاغات وردت إلى الهلال الأحمر عند الواحدة ليلاً عن إصابة مقيمين كثر يعملون في شركة مقاولات تعمل لمصلحة مشروع شركة وطنية على طريق الخرج بتسمم غذائي، فهرعت 30 سيارة إسعاف إلى الخرج، إضافة إلى تأمين حافلات جرى من خلال تلك الوسيلتين نقل 222 عاملاً من الجنسية الباكستانية والبنغلادشية ممن دخلوا في مراحل حرجة إلى المستشفيات. ولفت إلى أن 15 طبيباً توجهوا إلى المجمع السكني الذي يقطنه العمالة لتقديم العلاج لبقية المصابين هناك، نافياً تسجيل أية حالة وفاة. وتطرق إلى أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الوجبات الغذائية تعرضت للحرارة، ولا يزال التحقيق جارياً بمشاركة جهات عدة لمعرفة تفاصيل موسعة. وقال المقيم الباكستاني محمد عاشق الذي كان يتلقى العلاج في أروقة طوارئ مستشفى الإيمان العام ل«الحياة»: «تناولنا وجبة مكونة من الخبز واللحم تم إعدادها في مطبخ المجمع السكني وبدأت وزملائي نشعر بأعراض التسمم وارتفاع درجة الحرارة وآلام في البطن ثم أخذت الأعراض بالتضاعف». وأضاف أن طبيب المجمع السكني لم يستطع السيطرة على الأعداد المتزايدة من العمال المصابين بالتسمم، ما دعاهم إلى الاتصال ب«الهلال الأحمر» لنقل المصابين إلى المستشفيات.