أعلنت إيران أمس أنها حذرت طائرة أميركية بلا طيار من دخول مجالها الجوي، آتية من أفغانستان، وأجبرتها على التراجع. يأتي ذلك بعد ساعات على إعلان طهران نشر نظام الدفاع الصاروخي الروسي المضاد للطائرات من طراز «أس-300»، حول منشأة فردو المحصنة تحت الأرض لتخصيب اليورانيوم، قرب مدينة قم. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن طائرة الاستطلاع الأميركية «كانت تعتزم كما يبدو دخول الأجواء الإيرانية»، بعدما أقلعت من قاعدة في مدينة قندهار الأفغانية، مستدركة أن «الدفاعات الجوية رصدتها، وأنذرتها قبل دخولها الأجواء شرق البلاد، ما أرغمها على تغيير مسارها» لدى اقترابها إلى مسافة 30 كيلومتراً من الأجواء الإيرانية. وأشارت إلى «وضع المنظومة الصاروخية في حال تأهب، لمواجهة الطائرة الأميركية». وذكرت مصادر أن طائرة الاستطلاع الأميركية رصدها رادار من طراز «نذير» الذي أعلن قائد مقرّ الدفاع الجوي الإيراني الجنرال فرزاد إسماعيلي تدشينه أمس، مشيراً إلى أنه «يرصد الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات الشبح» التي لا يرصدها الرادار. وذكر أن الرادار دُشِّن «في قلب الصحراء وسط ايران، وعلى ارتفاع اكثر من 3 آلاف متر عن سطح البحر»، وزاد: «لا تستطيع أي طائرة متخفية عن الرادار، أن تدخل سماء إيران من دون إذن». لكن الجنرال اباذر جوكار من قيادة الدفاع الجوي لفت إلى أن «الدفاعات الجوية الإيرانية توجّه يومياً 12 إنذاراً إلى طائرات تحاول الاقتراب من الحدود الإيرانية»، معتبراً أن «أجواء ايران هي الأكثر أمناً في غرب آسيا». وبثّ التلفزيون الإيراني ليل الأحد صوراً وشريط فيديو لنشر منظومة «أس-300» التي اشترتها طهران من روسيا، حول منشأة فردو التي تبعد نحو 130 كيلومتراً جنوب العاصمة الإيرانية. وشُيّدت المنشأة في جبل بعمق 90 متراً، وخُصِّصت لتخصيب اليورانيوم، ثم تحوّلت منشأة بحثية بعد إبرام طهران الاتفاق النووي مع الدول الست. وشوهدت منظومات صاروخية أخرى في التقرير التلفزيوني، بينها «هاغ». وقال إسماعيلي: «أولويتنا الرئيسة حماية منشآتنا النووية، تحت أي ظرف. أجواء إيران واحدة من الأكثر أمناً في المنطقة». وأعلن أن نظام «باور 373» الصاروخي الذي دشّنته طهران قبل أيام، معتبرة أنه مشابه ل «أس-300»، «سيدخل الخدمة قريباً». وأشار إلى أن المنظومتين «تكمّلان بعضهما»، معتبراً أنهما «ستشكّلان سلاحاً رهيباً ومدمراً جداً ضد الأعداء». وكان مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي رأى خلال استقباله الأحد قادة مقرّ الدفاع الجوي، أن «المعارضة والضجيج الواسع الذي أُثير حول منظومة أس-300، أو منشأة فردو، أمثلة على خبث العدو». وشدد على أن هذه المنظومة «دفاعية، لا هجومية»، مستدركاً أن «الأميركيين بذلوا كل مساعيهم لمنع إيران من الحصول عليها». وأضاف: «نواجه عدواً لا يعترف لشعبنا حتى بحق الدفاع عن نفسه، وعليه أن يدرك انه سيتلقّى ضربة قاسية، إذا هاجم بلدنا».