سجلت مديرية الشرطة في البصرة ارتفاعاً لافتاً في عدد متعاطي ومروجي المخدرات، بالإضافة إلى المجموعات التي تعمل على تهريبها إلى خارج العراق، ودعت إلى تزويدها منظومة متطورة لمكافحة هذه الجرائم. وقال قائد الشرطة في المحافظة اللواء عبد الكريم المياحي ل «الحياة» إن قوات الأمن «ألقت القبض على أكثر من ألف شخص من متعاطي ومروجي المخدرات، معظمهم من شريحة الشباب من أعمار العشرين إلى خمسة وأربعين عاماً، والغالبية من العاطلين من العمل وقسم قليل من النساء، بواقع عشرين امرأة». وأضاف أن «هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تفاقم هذه الظاهرة، منها تفشي البطالة وضعف مراقبة الحدود في البصرة قياسياً بدول الجوار بالإضافة إلى سهولة وجود المواد المصنعة لبعض أنواع المخدرات كمادة الكريستال، وقد سجلنا أعلى نسبة في تعاطٍي المخدرات مقارنة مع الأعوام السابقة»، وأشارت إلى «ضبط أكثر من 83 كيلوغراماً من الكريستال والحشيشة واعتقال نحو 780 متهماً». وزاد أن «قيادة الشرطة فاتحت الجهات المدنية والدينية بهدف التدخل لمواجهة خطر الإدمان والحد من تلك الممارسات التي تودي بالنهاية إلى ارتكاب جرائم كالقتل والسرقة أو الانتحار في بعض الأحيان، لذلك كان لا بد من أن تقوم كل الجهات بدورها بما في ذلك الحكومة المحلية». وكانت الحكومة المحلية في البصرة اتفقت مطلع الشهر الجاري مع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح على التعاون الأمني عند المنافذ الحدودية للحد من تهريب المخدرات، كما تضمن الاتفاق اعتماد الخط الساخن الخاص. من جهته، قال محافظ البصرة ماجد النصراوي ل «الحياة» إن «قوات الأمن اعتقلت كثيرين من مروجي ومهربي ومتعاطي المخدرات خلال العام الحالي من دون أي دعم مركزي في هذا الشأن واعتمدت الأجهزة الأمنية على تنظيم ومراقبة الحدود ودعم شعبة مكافحة المخدرات والارتقاء بها من شعبة إلى قسم، وتزويدها آليات ومعدات، بالإضافة إلى افتتاح مركز صحي مختص في تأهيل المتعاطين». وزاد أن «ظاهرة الاتجار بالحبوب المخدرة نشطت في السنوات الأخيرة في العراق بسبب فقدان السيطرة على مصادر تصنيع وتوريد الأدوية، خصوصاً في الأوساط الشبابية». وكان مركز التدريب والتطوير في البصرة أعلن أن الفئة الأكثر استهدافاً وتعرضاً لخطر تعاطي المخدرات تراوح معدلات أعمارهم من 18 إلى 45 سنة.