توقعت محافل إسرائيلية أن تطلق السلطات الألمانية قريباً سراح المدعو "اوري برودتسكي" المشتبه بأنه عميل للموساد الإسرائيلي شارك، من خلال تزوير جواز سفر، في اغتيال القيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح في دبي مطلع العام الحالي. وكانت السلطات البولندية التي اعتقلت "برودتسكي" في حزيران (يونيو) الماضي قررت قبل شهر تسليمه إلى السلطات الألمانية بشبهة تزوير جواز سفر وليس بالتجسس، ومن المتوقع أن يتم التسليم في غضون أيام. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن المدعي العام في مدينة كلن في ألمانيا قوله لها إنه ليس من المستبعد أن يتم الإفراج عن برودتسكي فور وصوله إلى ألمانيا كما ليس مستبعداً أن لا يتم تقديمه إلى المحاكمة. وكانت الشرطة الفدرالية الألمانية أصدرت قبل اشهر أمر اعتقال دولي بحق المدعو برودتسكي بشبهة مسؤوليته اللوجستية عن اغتيال المبحوح بعد أن قدم المعونة لشخص يدعى "ميخائيل بودنهايمر" شارك في عملية الاغتيال، بالحصول على جواز سفر ألماني بشكل غير قانوني. ومع اعتقاله في بولندا حاولت إسرائيل إقناع السلطات هناك بعدم تسليمه لألمانيا إلا أن محكمة بولندية خففت الشبهة من التجسس إلى "تزوير وثائق عن طريق الخدعة". وأمس أعلن المتحدث باسم الادعاء العام في ألمانيا أن "المتهم مشتبه بمشاركته في عملية تحريات لإصدار وثائق أتاحت الحصول على جنسية ألمانية على أساس معلومات غير صحيحة عن شخص آخر من أجل منح العميل الأجنبي هوية ألمانية". وأضاف ان "قرار المحكمة في بولندا تقديمه للمحاكمة بجرم تزوير وثائق يحول دون توجيه الادعاء الألماني تهمة التجسس له.. وبما أن الادعاء العام ليس مسؤولاً عن مخالفات تتعلق بالجنسية سيتم نقل معالجة الموضوع للادعاء العام المحلي في كلن". واعتبرت أوساط إسرائيلية إعلان الادعاء العام هذا أنه "يدفن عملياً القضية" التي هددت العلاقات بين إسرائيل وألمانيا . وبحسب المدعي العام في كلن فإن قاضياً محلياً سينظر في الملف مع وصول برودتسكي ليد الشرطة المحلية ويقرر إذا كما كان سيطلق سراحه، "وثمة خيارات أمامه منها أن يواصل معالجة الموضوع من دون أن يبقى برودتسكي قيد الاعتقال، أو محاكمته". ورجحت مصادر صحافية أن يكون صناع القرار الإسرائيلي من خلال اتصالات مكثفة مع نظرائهم في برلين وراء تحجيم القضية و"إنهاء الأزمة" وتخليص عميل للموساد من اعتقال ومحاكمة بتهمة التجسس.