رحبت الحكومة اليمنية «مبدئياً» ب «الأفكار» التي انبثقت من الاجتماع المشترك لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط توبايس ألوود، الذي عُقد في جدة الخميس الماضي، فيما أكد رئيس هيئة الأركان اليمنية اللواء محمد علي المقدشي أن صنعاء «باتت في متناول اليد»، موضحاً لمقاتلي معسكر النصر التدريبي في محافظة مأرب أمس: «أن قوات الجيش والمقاومة تتقدم نحو صنعاء، وأن تحريرها بات في متناول اليد». وأعربت الحكومة اليمنية خلال اجتماعها الدوري في الرياض أمس، عن ترحيبها بأي حلول سلمية على أن تكون تحت سقف المرجعيات المتفق عليها المتمثلة بقرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مؤكدة استعدادها للتعامل الإيجابي مع أي حلول سلمية طالما تطابقت مع المرجعيات الثلاث. وأبدت الحكومة اليمنية، وفقاً لوكالة «الأنباء اليمنية» الرسمية، تقديرها الجهود الإقليمية والدولية المبذولة والمتسقة مع مساعي الحكومة الشرعية لإنهاء معاناة الشعب اليمني ووضع حد للحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثيين وأنصار علي صالح منذ الانقلاب على الشرعية الدستورية. ولفتت الحكومة الانتباه إلى أن «الميليشيا الانقلابية تتعامل مع أي تنازلات تقدم من أجل حقن دماء الشعب اليمني على أنها انتصار مزعوم لها، وتفهم حرص الحكومة والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة وتغليبهم الحلول السلمية، بشكل خاطئ، ما يدفعها إلى ممارسة مزيد من الصلف والغطرسة والهمجية للمضي في مخططها التدميري لخدمة خطط مشبوهة». وأكد وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي أن «الاجتماع المشترك لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، مع وزير الخارجية الأميركي ووزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني، «يحمل رسالة صارمة إلى الميليشيات الانقلابية، مفادها أن المجتمع الدولي لم يعد يتحمل مزيداً من التسويف والمماطلات التي ينتهجها الانقلابيون». واستعرض المخلافي، في تقرير قدمه خلال الاجتماع، التطورات الراهنة في الملف السياسي، وخصوصاً بعد اجتماع جدة. ميدانياً، ردت المدفعية السعودية على مصادر إطلاق قذائف حوثية من داخل الأراضي اليمنية على سكان مدنيين في نجران أدت إلى وفاة رضيع وإصابة أربعة آخرين. وتمكّنت طائرات التحالف من تفجير مستودع للأسلحة والقذائف، وقتل مسلحين كانوا داخل المستودع بالقرب من الحدود السعودية باتجاه منطقة الربوعة، كما أدى قصفها معسكرات عمران إلى تدمير أهداف وإصابتها مباشرة، مستهدفة تجمّعات لميليشيا الحوثي في منطقة ساقين في صعدة. وقصفت قوات الجيش الوطني اليمني بالمدفعية مواقع ميليشيا الحوثي والحرس الجمهوري في مديرية حرض، ما أدى إلى عدد من الإصابات وتدمير مركبات تابعة للميليشيات. ودرات مواجهات شرسة بين أفراد المقاومة والجيش الوطني من جهة وميليشيا الحوثي وصالح من جهة أخرى في الجزء الغربي من جبل هان في محافظة تعز جنوب غربي اليمن. وقال مصدر في المقاومة ل «الحياة» إن المواجهات جاءت إثر هجوم شرس من الميليشيا وتسلل عدد من عناصرها تحت غطاء ناري كثيف بمختلف أنواع الأسلحة وبحشود كبيرة، في محاولة لاستعادة جبل هان، وقطع خط الضباب الاستراتيجي، مضيفاً أن رجال المقاومة والجيش الوطني تمكّنوا من صد الهجوم وإجبار الميليشيا على الفرار بعد تكبيدها خسائر بشرية كبيرة. وفي الوقت الذي لا تزال الميليشيا تواصل تعزيزاتها إلى مفرق شرعب، أوضح مصدر محلي أن أفراد المقاومة والجيش الوطني صدوا هجوماً للميليشيا على مواقع المقاومة في المكلكل وحسنات وبيت الدكاترة في صالة، وحي الدعوة القريب من القصر الجمهوري شرق المدينة، وأجبروهم على الانسحاب بعد تكبيدهم خسائر بشرية ومادية. وأسفرت المواجهات المسلحة بين قوات الشرعية والمتمردين في الجزء الغربي لجبل هان جنوب غربي تعز، عن مصرع 21 عنصراً من عناصر الميليشيات المتمردة وإصابة العشرات، فيما قتل سبعة من أفراد الجيش الوطني والمقاومة، وأصيب 25 آخرون. وأكد الجيش الوطني في اليمن أن مدينة تعز (جنوب غربي اليمن) أصبحت قاب قوسين أو أدنى من دحر مليشيا الحوثي وصالح من مدن وبلدات المحافظة كافة. وأشار مصدر عسكري يمني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية أمس، إلى أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية المدعومة من قوات التحالف العربي حققت انتصارات كبيرة، وتمكّنت من تحرير مواقع في غرب تعز وشمالها وجنوبها وكسر الحصار وفتح الممرات والمنافذ أمام المدنيين. وكان الحوثيون أعلنوا رفضهم تسليم صواريخهم الباليستية التي تضمنتها «أفكار» المبادرة التي طرحها كيري، قبل يومين في جدة لحل الأزمة اليمنية. وأكد بيان حوثي نشرته وكالة أنباء الأناضول، التمسك بما سمّاه «امتلاك إرادة القتال، والاحتفاظ بالقدرات والإمكانات اللازمة» كما وعد بمضاعفة الجهود «على المستويات كافة حتى يتحقق ذلك».