تعهدت تركيا «تدمير الإرهابيين»، معتبرة أنها تخوض «حرباً بلا هوادة»، بعد مقتل 11 شرطياً وجرح عشرات، إثر اقتحام انتحاري بشاحنة مفخخة حاجزاً للشرطة في جنوب شرقي البلاد، في عملية تبنّاها «حزب العمال الكردستاني». ونقلت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء عن مصادر أمنية ترجيحها «استخدام الإرهابيين 10 أطنان من المتفجرات» في الهجوم الذي استهدف نقطة تفتيش تبعد 50 متراً من مبنى قوات مكافحة الشغب، موقعاً 11 قتيلاً من الشرطة و78 جريحاً، بينهم 3 مدنيين، ومُحدثاً دماراً واسعاً في المنازل والمحال التجارية في بلدة جيزرة بإقليم شرناق المحاذي لسورية والعراق. وأكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أن بلاده «ستدمّر الإرهابيين»، مضيفاً: «لا يمكن لتنظيم إرهابي أن يأخذ تركيا رهينة. سنوجّه رداً مناسباً لهؤلاء الأشرار». واستحضر تصريحات لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، أدلى بها خلال حرب الاستقلال، قائلاً: «نحن في حرب بلا هوادة، فإما الموت وإما الحرية». وكرّر رفض الحكومة استئناف المفاوضات مع «الكردستاني». ولفت الرئيس رجب طيب أردوغان إلى أن تفجير جيزرة «يأتي في وقت تخوض تركيا حرباً مكثفة على تنظيمات إرهابية، داخل حدودها وخارجها»، مستدركاً أنه «سيزيد من تصميم دولتنا وأمّتنا على المضيّ في حملتنا للقضاء على الإرهاب، من دون تردد أو تراجع». وأكد أن «تركيا لن تسمح بتمرير أطماع قذرة للذين يستهدفون استقرار بلادنا عبر الهجمات الإرهابية، ووكلائهم». وخلال افتتاحه «جسر السلطان سليم»، الثالث على مضيق البوسفور في إسطنبول، وجّه أردوغان «نداءً إلى القوى التي تقف وراء التنظيمات الإرهابية، بأن تعيد حساباتها، لأن تركيا لا ولن تنجرّ إلى مؤامرات». أما نعمان كورتولموش، نائب يلدرم، فرأى أن تنظيمات «الكردستاني» و «داعش» و «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية تهاجم تركيا، مستغلّة محاولة الانقلاب الفاشلة الشهر الماضي. وأعلن «الكردستاني» مسؤوليته عن «تنفيذ عملية شاملة في جيزرة، أدت إلى مقتل عشرات الشرطيين»، معتبراً أنها ردّ على «عزلة مستمرة» يعانيها زعيمه عبدالله أوجلان في سجن إمرالي، منذ انهيار مفاوضات السلام عام 2015، و «عدم توافر معلومات» عن وضعه. وكان الحزب كرّر عرضاً لوقف النار، مشترطاً تحسين وضع أوجلان في السجن، في شكل يتيح مجدداً تواصله مع قادة الجناح العسكري ل «الكردستاني» في جبال قنديل شمال العراق، من خلال وسطاء، وهذا ما تمنعه الحكومة التركية منذ 14 شهراً. وأعلن الحزب أمس أيضاً مسؤوليته عن هجوم استهدف الخميس في شمال شرقي تركيا، موكباً ضمّ رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيلجدارأوغلو، ما أسفر عن مقتل جندي وجرح اثنين. وتحدث الحزب المعارض عن نجاة زعيمه من «محاولة اغتيال»، لكن «الكردستاني» أكد انه «لم يستهدف حزب الشعب الجمهوري وكيلجدارأوغلو بأي شكل»، بل قوات الأمن التركية. واعتبر محللون أمنيون أن «الكردستاني» كثّف هجماته، انتقاماً لدخول تركيا شمال سورية وعرقلتها تقدّم «قوات سورية الديموقراطية» التي تشكّل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري. وأشارت مصادر تركية إلى جهود لوساطة عراقية كردية، من أجل استئناف المفاوضات بين أنقرة و «الكردستاني»، مضيفة أن هذا الأمر يدفع الحزب إلى تكثيف هجماته، من أجل تحسين موقعه التفاوضي، خصوصاً بعد تلقّيه ضربة قوية من الجيش في جنوب شرقي تركيا خلال الأشهر الستة الأولى من السنة، أدت إلى مقتل آلاف من مسلحيه. إلى ذلك، أفادت «الأناضول» بتوقيف 17 «داعشياً» خلال حملة دهم في أنقرة، أتاحت «تحرير» 22 فتاة و4 صبيان من مدرسة يديرها التنظيم. على صعيد آخر، بثّت شبكة «سي. إن. إن ترك» أن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم عزل أربعة رؤساء بلديات منتخبين، لاتهامهم بالارتباط بغولن.