تابع رجال الإنقاذ البحث في أطنان من الأنقاض على ناجين، بعد أكثر من 24 ساعة على هزة قوتها 6.2 درجة على مقياس ريختر، ضربت إيطاليا موقعة 247 قتيلاً. وأعلنت إدارة الحماية المدنية في روما، مقتل 190 شخصاً في إقليم ريتي و57 في إقليم أسكولي بيتشينو. لكن سيرجو بيروزي، رئيس بلدية أماتريتشي، إحدى القرى الثلاث التي دُمرت كلياً بفعل الهزة، أشار الى «أكثر من مئتي قتيل» في القرية التي كانت تستعد للاحتفال في عطلة نهاية الأسبوع، بعيد لطبقها الخاص من المعكرونة. وتحدثت المسؤولة عن الحالات الطارئة في الدفاع المدني الإيطالي إيماكولاتا بوستيليوني، عن 264 جريحاً في المستشفيات. وانتشلت فرق الإنقاذ الإيطالية فتاة تُدعى جوليا عمرها 10 سنين، وهي حيّة بعدما بقيت 15 ساعة تحت أنقاض مبنى منهار. وحرص رجال الإنقاذ على رفع الأنقاض بأيديهم للوصول إليها، وحين ظهرت الفتاة مغطاة بالتراب، هلّلوا وصفقوا. وكانت الفتاة في حال صدمة على ذراعي مسعف حملها، علماً أن فرق الإنقاذ عثرت على شقيقتها ميتة. وذكّر مسؤول في فرق الإطفاء بالعثور على آخر ناج في زلزال لاكويلا عام 2009، بعد 72 ساعة على حدوثه، علماً أنه أوقع 300 قتيل، في مدينة تضمّ عشرات الآلاف من السكان. ووقعت عشرات الهزات الارتدادية التي شعر بها السكان ليل الأربعاء - الخميس، وكانت إحداها قوية أوقعت أضراراً. وعملت فرق الإنقاذ الإيطالية طيلة الليل في طقس بارد في المنطقة الجبلية، فيما يحاول آلاف من المتطوعين والمحترفين كشف أي إشارة الى وجود حياة. وأمضى عشرات من السياح والسكان الذين دُمرت منازلهم، ليلتهم في قرى من خيام وبعضهم في سياراتهم. وأُثيرت تساؤلات عن سبب ارتفاع حصيلة الضحايا، في منطقة عدد سكانها قليل نسبياً ولا تضم سوى قرى. لكن عدد سكان هذه القرى السياحية الصغيرة يرتفع خلال الصيف، ما يُعقّد تحديد عدد الأشخاص الذين كانوا موجودين فيها لدى وقوع الهزة. وبعدما تفقد منطقة الهزة الأربعاء، رأس رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، أمس، جلسة للحكومة. وأشار الى أن «عملاً جدياً ومتواصلاً وثابتاً سيجري في الأشهر المقبلة»، لافتاً الى أن «الهدف هو البناء والانطلاق مجدداً». وتحدث عن وجود عدد كبير من السياح في هذه الفترة من السنة، مشيراً الى طابع مشترك لعدد كبير من القرى الإيطالية، وهو وجود مراكز تاريخية تعود الى قرون، «جميلة جداً لكنها خطرة». ويتساءل خبراء عن عدم كفاية الإجراءات الوقائية في بلد معرّض كثيراً لخطر الهزات والزلازل. وقال رئيس مجلس علماء طبقات الأرض فرانشيسكو بيدوتو: «ما زلنا بعيدين من ثقافة الوقاية». وبدأ الإيطاليون حال تعبئة، إذ فُتحت مراكز مخصصة لجمع التبرعات والملابس والمنتجات الأساسية، في كل البلاد، خصوصاً العاصمة روما.