توقعت مصادر سياسية عراقية أن يحصل وزير الدفاع خالد العبيدي على غطاء كتل نيابية ستعطل التصويت على سحب الثقة منه، خلال جلسة البرلمان اليوم «كي لا تربك قوات الجيش التي تقدمت أمس إلى عمق القيارة وحررت عدداً من أحيائها»، فضلاً عن وقوف رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى جانبه، وضغوط أميركية على زعماء الكتل لتجنب إقالته. إلى ذلك، سيستجوب البرلمان وزير المال هوشيار زيباري الذي أعلن أنه «مستهدف شخصياً». وأوضحت المصادر أن سحب الثقة من العبيدي «لن يتم في جلسة البرلمان اليوم، بسبب تحفظات عراقية وأميركية عن ذلك، نظراً إلى ظروف الحرب ضد تنظيم داعش ودوره الفاعل فيها». وأوضحت أن «كتلاً سياسية تعارض إقالته وستصوت ضدها». وأكدت أن الكتل المشار إليها هي: «اتحاد القوى، بزعامة أسامة النجيفي، و»المجلس الإسلامي الأعلى»، بزعامة عمار الحكيم، و»الحزب الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني». من جهة أخرى، أكد مستشار الأمن القومي السابق موفق الربيعي إن «هناك اتصالات سرية تجريها الولاياتالمتحدة مع رؤساء الكتل لعدم سحب الثقة من وزير الدفاع». وكان مجلس النواب قرر أول من أمس تأجيل التصويت على سحب الثقة من العبيدي ورفع الجلسة إلى اليوم. وأعرب السفير الأميركي لدى العراق ستيوارت جونز عن تطلعه إلى إنهاء ملف العبيدي، مؤكداً أن «القضية شأن عراقي داخلي». في غضون ذلك، قال زيباري إن استجوابه في البرلمان «استهداف شخصي لا يخدم المصلحة العامة»، مؤكداً «التزامه الكامل عملية الاستجواب في وقتها المحدد». وأوضح أنه «كان الأحرى بالنائب المستجوِب سؤال الوزارة أو الاستيضاح منها، قبل الاستدعاء تمشياً مع أحكام النظام الداخلي للمجلس وما درج عليه العمل». أمنياً، أعلن الجيش سيطرته على وسط مدينة القيارة، جنوب الموصل، وقتل عدد من المدنيين والعسكريين خلال المعارك. وقال قائد العمليات في نينوى اللواء الركن نجم الجبوري إن «القوات المشتركة حسمت معارك تحرير القيارة بالسيطرة على المصفاة وقتل أكثر من أربعين داعشياً، فضلاً عن وجود أعداد منهم تحت الأنقاض»، وأضاف أن «عصابات التنظيم الإرهابي عمدت إلى تعطيل عدد من آبار النفط». أما قائد جهاز مكافحة الإرهاب اللواء عبد الغني الأسدي فأكد أن «القطعات العسكرية تسيطر على زمام الأمور، وفرضت سيطرتها الكاملة على مناطق التلال من الجهة الغربية التي تبعد أمتاراً قليلة عن المجمع الحكومي». وأفاد عبد الرحمن الوكاع، عضو مجلس محافظة نينوى أن «القوات الأمنية حققت تقدماً كبيراً في معارك تحرير وسط القيارة من سيطرة داعش، وبدأت تخوض حرب شوارع داخل الأزقة»، وطالبها ب»توخي الدقة في القصف لحماية الأهالي»، وذكر أنه «على تواصل مع المدنيين في الناحية لتأمين طرق لإخراجهم من مناطق القتال»، مشيراً إلى أن «غالبية عناصر داعش المحليين فروا من الناحية عبر نهر دجلة ثم قرية الحود ولم يبق في المدينة سوى العناصر الأجانب».