«الحياة»، معا - أشعل أسرى فلسطينيون في سجن «نفحة» النار في إحدى غرف السجن احتجاجاً على التفتيش الليلي الذي تقوم به وحدات خاصة تابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية، فيما واصل القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير بلال كايد إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 71 على التوالي. وجاء إشعال الأسرى النار في غرفتهم احتجاجاً على المضايقات وعمليات التفتيش والدهم الليلية التي تنفذها عادة وحدات خاصة إسرائيلية لاستفزاز الأسرى. ويأتي إشعال النار في الغرفة في وقت تشهد فيه السجون الإسرائيلية توتراً شديداً في ظل إضراب كايد والشقيقين محمد ومحمود البلبول ونحو 100 آخرين تضامناً معهم. في الأثناء، واصل كايد إضرابه عن الطعام احتجاجاً على تحويله للاعتقال الإداري قبل يوم واحد من موعد إطلاقه بعدما أمضى 14 عاماً ونصف العام في سجون الاحتلال. أما الشقيقان البلبول فيواصلان إضرابهما منذ نحو شهر احتجاجاً على اعتقالهما إدارياً. ونظمت جمعية الأسرى المحررين وعائلة الأسيرين البلبول وقفة تضامنية طارئة أمام مقر الرئيس محمود عباس في محافظة بيت لحم، منبهين إلى تردي الوضع الصحي للأسرى المضربين وبخاصة الأسير محمود البلبول المضرب منذ 56 يوماً متواصلة. وقال محمد حميدة رئيس جمعية الأسرى المحررين في كلمته أن «وضع الأسير محمود البلبول صعب للغاية وأن الأطباء الإسرائيليين أعلنوا وعلى لسان وزير الأسرى عيسى قراقع بأن الوضع الصحي لمحمود خطير جداً وجسمه معرض للشلل التام في أي لحظة وللموت المفاجئ أيضاً نتيجة عدم تناوله للمدعمات وعدم تقبل جسده الماء إلا عن طريق الوريد، وهذا مؤشر خطير على صحته». وطالب بالتواصل في تنظيم لفعاليات من أجل إنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام. وناشدت والدة الأسيرين محمد ومحمود البلبول خلال الوقفة التضامنية الرئيس أبو مازن وجميع مؤسسات حقوق الإنسان العمل على إطلاق الأسرى. وقالت: «زوجي الشهيد أحمد البلبول القيادي في كتائب شهداء الأقصى أعدم في وسط النهار من قبل الوحدات الخاصة الإسرائيلية، ولا أريد أن أفقد أولادي، فيما الجميع يشاهد ما يحدث من دون أن يحرك ساكناً». وأضافت أن «ابني محمود ملازم في الأجهزة الأمنية وعلى السلطة أن تحميه وتنقذه من الموت». وحذرت من «أنني سأفقد أبنائي في أي لحظة»، وناشدت «جميع أبناء الشعب الفلسطيني، قيادة وشعباً، التدخل السريع والعاجل من أجل إنقاذ أسرة بكاملها من الاندثار». وختمت والدموع تسقط من عينيها: «لا حياة لي ولابنتي بعد زوجي وأبنائي». وأيضا ألقت نوران، شقيقة الأسيرين البلبول، كلمة مؤثرة ناشدت فيها الجميع الوقوف مع أشقائها الذين يواجهون الموت المحقق. إلى ذلك، نظمت جمعية «واعد» للأسرى والمحررين أمس وقفة تضامنية مع الأسرى المرضى والمضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية، شارك فيها عشرات المتضامنين أمام مقر المفوض السامي لحقوق الإنسان وسط مدينة غزة. وحمل المشاركون في الوقفة لافتات تُطالب بإطلاق الأسرى المرضى والمضربين عن الطعام وعلى رأسهم كايد. واستهجن مدير «واعد» عبد الله قنديل صمت الأممالمتحدة؛ التي يجب أن تؤدي واجباتها قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر تجاه الأسرى وحقوقهم. وقال قنديل خلال الوقفة: «نستغرب هذا الدور الصامت والمريب للمؤسسات الدولية تجاه ما يتعرض له أسرانا، الذي يضع ألف علامة استفهام أمام دور المفوض السامي لحقوق الإنسان». وتساءل: «أين الدور الحقوقي لهذه المؤسسات، لا يُعقل أن يستمر هذا الصمت والتواطؤ من قبل هذه المؤسسات الدولية، على الأقل يجب أن نسمع صرخة من أجل إيقاف الاحتلال عند حده».