القدس المحتلة، روما - ا ف ب، رويترز - عاد البابا بنديكتوس السادس عشر أمس إلى إيطاليا بعد رحلة حج استمرت ثمانية أيام في الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، اختتمها بتكرار دعوته إلى إقامة دولة فلسطينية، وإدانة المحرقة النازية لليهود. وعلى متن الطائرة التي أقلته في طريق العودة، قال البابا للصحافيين إنه لمس «رغبة كبيرة في السلام». وأضاف أن «هناك صعوبات كبيرة جداً. نعلم ذلك، وشاهدناه وسمعناه، لكنني لاحظت أيضاً رغبة كبيرة في السلام من جانب كل طرف... نرى صعوبات، وعلينا أن لا نطمسها، لكن الرغبة في السلام واضحة أيضاً». وتحدث عن «تصميم على إقامة حوار بين الديانات». وقال: «وجدت لدى الجميع، مسلمين ومسيحيين ويهوداً، تصميماً حازماً على إقامة حوار بين الديانات ولقاء وتعاون بينهم». وقبيل مغادرته تل أبيب، جدد الحبر الأعظم دعوته إلى قيام دولة فلسطينية. وقال: «يجب أن يصبح حل الدولتين واقعاً، وأن لا يبقى حلماً». ووجه في ختام زيارته التي قال إنها تركت «انطباعات قوية»، نداء من أجل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين «حتى يمكن لكليهما العيش داخل دولته كجارين موضع ثقة». وفي وقت أكد «حق إسرائيل في الوجود، والتمتع بالسلام والأمن ضمن حدود معترف بها دولياً»، شدد في المقابل على أن «الشعب الفلسطيني له الحق في وطن سيد ومستقل حتى يعيش بكرامة ويتنقل بحرية». وقال: «أود أن أسجل أنني جئت إلى هذا البلد كصديق للإسرائيليين مثلما أنا صديق للشعب الفلسطيني... ولا يوجد صديق لا يشعر بالحزن نتيجة للتوتر المستمر بين الشعبين. اسمحوا لي أن أناشد شعوب هذه الأراضي: كفى إراقة للدماء، كفى معارك، كفى إرهاباً، كفى حرباً». واعتبر أن الجدار العازل الذي أقامته اسرائيل بين القدس وبيت لحم «من أكثر المشاهد المحزنة لي خلال زيارتي لهذه الأراضي». وقال: «عندما مررت بجواره، صليت من أجل مستقبل يمكن لشعوب الأراضي المقدسة أن تعيش فيه معاً في سلام وانسجام من دون الحاجة إلى مثل هذه الأدوات التي تتعلق بالأمن والفصل». وندد بالمحرقة، وتعهد للإسرائيليين بأن «الإبادة الوحشية» التي تعرض لها اليهود على يد النظام النازي «الملحد» لن تُنسى أو تُنكر على الإطلاق. وبدا أن لغته بددت احتجاجات اليهود على تصريحات سابقة بدت لهم فاترة تفتقر إلى الحماس. واستخدم البابا في كلمته أمس لغة أكثر قوة، ووصف اجتماعه مع الناجين من المحرقة بأنه «واحد من أهم اللحظات المهيبة» خلال الزيارة. وقال: «في (النصب التذكاري للمحرقة) ياد فاشيم، أعادت هذه اللقاءات المؤثرة بقوة ذكريات زيارتي منذ ثلاثة أعوام لمعسكر الموت في أوشفيتز حيث أبيد العديد من اليهود بوحشية في ظل نظام ملحد روج لإيديولوجية معاداة السامية والكراهية. هذا الفصل المرعب من التاريخ لا يجب أن ينسى أو ينكر أبداً».