لندن، واشنطن – أ ب، أ ف ب – أكد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري نيته اعادة فتح حوار مع حركة «طالبان باكستان»، مشدداً على ان بلاده تبذل جهوداً «اكبر من أي وقت مضى» من اجل محاربة الارهاب. وأبلغ زرداري وكالة «اسوشييتد برس» للأنباء ان الجيش الباكستاني «نظف» اقليمي وادي سوات (شمال غرب) وجنوب وزيرستان القبليين، وما زالت حملته مستمرة في الاقاليم المنخفضة، لكنه اعتبر ان الحوار وتطوير المناطق مفاتيح اساسية لمحاربة الارهاب، وأن الباب ما زال مفتوحاً للتفاوض مع «طالبان»، من دون ان يعرض توقيتاً او شروطاً لإجراء هذا الامر. وفي واشنطن، اعلن مسؤول اميركي كبير طلب عدم كشف اسمه ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون شددت في مكالمة هاتفية اجرتها مع الرئيس الافغاني حميد كارزاي على اهمية وجود هيئات لمكافحة الفساد مدعومة من الغربيين في البلاد. وقال المسؤول: «تحدثت وزيرة الخارجية مع الرئيس كارزاي عن التطورات الاخيرة المرتبطة بهذه المسألة، وخصوصاً الامر الذي اصدره كارزاي بالتدقيق في نشاطات هيئتي مكافحة الإجرام ومكتب التحقيقات الخاصة المعنيتين بمكافحة الفساد وتدعمهما دول اجنبية». وأضاف: «حرصت على التركيز على ان اعمال الهيئتين ستكون اشارة مهمة الى رغبة الحكومة الافغانية في مكافحة الفساد»، لافتاً الى ان كلينتون نقلت رسالتها ب «لطف»، وأن كارزاي فهم مضمونها. وتعمل الهيئتان اللتان انشئتا قبل سنة ونصف السنة تحت اشراف اجهزة الاستخبارات الافغانية ووزارة الداخلية، لكن المجتمع الدولي يمول نشاطاتهما الى جانب مستشارين غربيين. وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية بأن قرار الرئيس الافغاني قد يهدف الى وقف التحقيقات بتهمة الفساد التي تستهدف مقربين منه. على صعيد آخر، اعلنت وزارة الخزانة الاميركية ان الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة صنفت «حركة الجهاد الاسلامي» الباكستانية بأنها مجموعة ارهابية اجنبية، وأدرجت زعيمها محمد ايلياس كشميري على اللائحة السوداء باعتباره «ارهابياً دولياً»، ما سيجمد كل ارصدته وممتلكاته وسيمنع على اي اميركي التعامل معه. وأكدت لجنة تابعة لمجلس الامن إدراج الحركة وزعيمها على اللائحة السوداء للاشخاص والكيانات المرتبطة بتنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان»، علماً ان لائحة الاممالمتحدة وضعت بموجب قرار اصدره مجلس الامن في تشرين الاول (اكتوبر) 1999، بهدف مراقبة تطبيق العقوبات التي فرضت على افغانستان في ظل حكم «طالبان» بسبب دعمها تنظيم «القاعدة» بزعامة اسامة بن لادن. واتهم مسؤولون اميركيون كشميري (46 سنة) بدعم عمليات «القاعدة»، وتوفير دعم لوجستي للهجمات الارهابية التي تنفذها، مشيرين الى الهجمات الدامية التي استهدفت موظفي الحكومة الباكستانية ومنشآتها الرسمية. وقال ستيوارت ليفي، نائب وزير الخزانة لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية: «تتخذ الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة عبر عملهما معاً خطوة مهمة اخرى في اطار محاربة التهديد الذي تفرضه القاعدة والمنظمات التي تدور في فلكها في حق ابرياء في انحاء العالم». وأعلن دانيال بنجامين، منسق عمليات مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية ان الخطوة تبرز تصميم المجتمع الدولي على التصدي للخطر الذي يشكله كشميري ومجموعته. وقال: «العلاقة واضحة بين حركة الجهاد الاسلامي الباكستانية والقاعدة». وقالت وزارة الخزانة ان «منطقة عمليات حركة الجهاد الاسلامي تشمل سائر مناطق جنوب آسيا، لكنها تنشط خصوصاً في الهند وباكستان، وهي تقدم مقاتلين لناشطي طالبان الذين يحاربون القوات الدولية في افغانستان، كما تدرب عناصر في حركة الجهاد الاسلامي الباكستانية في معسكرات للقاعدة». وبين الهجمات التي سجلتها وزارة الخزانة العملية الانتحارية تلك التي استهدفت القنصلية الاميركية في كراتشي في آذار (مارس) 2006، وأدت الى مقتل اربعة اشخاص وجرح 48 آخرين. واتهم كشميري ايضاً بالضلوع في الهجوم الذي استهدف صحيفة «يلاندز بوستن» في الدنمارك إثر نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة الى الإسلام. يذكر ان ديفيد كولمان هيدلي، المتحدر من شيكاغو والذي اتهم بتنفيذ مهمة استطلاع لشن هجمات بومباي نهاية عام 2008 ومؤامرة قتل رسام كاريكاتور دنماركي، تعاون مع حركة الجهاد الاسلامي الباكستانية.