حذر قادة في قوات «الصحوة» الحكومة العراقية من إهمال عناصرها لأنهم يقعون فريسة سهلة لتنظيم «القاعدة» الذي يستخدم معهم أسلوب الترغيب ويدفع لكل عنصر يجنده راتباً يفوق ما يتقاضاه من وزارتي الداخلية أو الدفاع. وتزامنت هذه التحذيرات مع تكثيف «القاعدة» هجماتها على قوات الأمن في بغداد، ورفعها علمها في كل موقع تهاجمه. وحذر قائد «صحوة الطارمية» عدنان المشهداني من أن «القاعدة» بدأت «تستميل بعض المتذبذبين، من خلال تقديم الدعم المالي إليهم. لكن الصحوة كتنظيم لا يمكن استمالتها بالأموال كونها خبرت مشروع القاعدة، ولا يمكنها العودة إلى العمل معها». وأوضح أن بعض قادة «كتائب ثورة العشرين» حاول سابقاً «تقديم دعم مالي ولوجستي لبعض مسؤولي الصحوات في مناطق مختلفة إلا أن طلباته جوبهت بالرفض». وتابع أن «عروض القاعدة قد تلقى قبولاً لدى المتذبذبين من عناصر الصحوة وتحديداً الذين أصابهم العوز بسبب تأخر مستحقاتهم المالية لفترات طويلة الى جانب عدم شمولهم ببرنامج الدمج». وزاد: «لا يمكن التقليل من أهمية أو خطورة تلك المحاولات، وعلى أجهزة الأمن أخذ الحيطة من خلال تقديم الدعم المالي الذي يتناسب ومتطلبات عناصر الصحوة ويؤمن لهم حاجات عائلاتهم». وكانت تقارير أشارت الى سعي عناصر تنظيم «القاعدة» الى اجتذاب عناصر الصحوة للعمل مع التنظيم في مقابل اغراءات مالية بالتزامن مع حملة اغتيالات تشنها منذ سنوات على قادة «الصحوات» وعائلاتهم بناء على «فتاوى» أصدرها رجال دين قريبون منها. وتسعى «القاعدة» من خلال عملياتها إلى إثارة الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة. وتنتقم من عناصر «الصحوات» الذين تعتبرهم «خانوا القضية». إلى ذلك، أكد مسؤول الإعلام في وزارة الداخلية علاء الطائي في تصريح إلى «الحياة» «اعتقال العناصر الإرهابية التي نفذت الهجوم الانتحاري الذي استهدف مكتب قناة العربية في بغداد». وأوضح أن «التحقيق مع معتقلين ينتمون إلى تنظيم القاعدة وشوا خلال اعترافاتهم بالمجموعة التي نفذت الهجوم. وبعد مطابقة الوقائع والأدلة الجرمية مع الاعترافات المسجلة لدينا، نفذنا عملية استباقية مباغتة لأوكار الإرهابيين واعتقلناهم». ورفض الطائي كشف تفاصيل أكثر، وقال إن «اعتقال منفذي الهجوم دليل على جاهزية قوات الأمن وقدرتها على متابعة خيوط الجريمة وملاحقة منفذيها واعتقالهم في وقت قياسي مقارنة بالظرف الذي تمر به البلاد». وعن تكرار عمليات استهداف عناصر نقاط التفتيش بكواتم الصوت، قال «إنه أمر طبيعي كون المجموعات الإرهابية التي ما زالت تقبع في جيوب باتت مكشوفة لنا، تحاول أن تخلق نوعاً من البلبلة الأمنية في البلاد من خلال تنفيذ عمليات تعتبرها نوعية باستهداف عناصر نقاط التفتيش وبعض مؤسسات الدولة لتقول إنها ما زالت موجودة». وتابع أن «لهذه العمليات عمراً قصيراً جداً. بمعنى أن قواتنا الأمنية وبالتنسيق مع الجهاز الاستخباراتي مصرة على الاستدلال على أوكار الإرهابيين واعتقالهم». وزاد أن «الأسلحة كاتمة الصوت يمكن صنعها محلياً عبر متخصصين في مجال الأسلحة، وتُباع بأسعار رخيصة مقارنة بتلك المستوردة». وأضاف أن «الجماعات الإرهابية تحاول جاهدة اعادة البلاد إلى المربع الأول، لكنها عجزت عن ذلك وكشفت نقاط ضعفها، ولن تقوم لها بعد الآن قائمة». وكان أربعة من عناصر الشرطة قُتلوا وأُصيب 40 شخصاً في أحداث عنف متفرقة في بغداد أمس. وقال مصدر أمني، رفض كشف اسمه، أن «التحقيق مع بعض العناصر الإرهابية أكد أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت بعض نقاط التفتيش كانت بأوامر من القيادات الشابة في تنظيم القاعدة لإيصال رسالة الى مرجعياتها في الخارج بأنهم أهل للمسؤولية التي كلفوا بها». وأضاف المصدر ل «الحياة» أن «هذه القيادات تتوزع في بغداد والموصل والأنبار وديالى، كما ظهرت مؤشرات إلى وجودها في كركوك».