تجاوز عدد الأميركيين، الذين يعانون البدانة، مستوى 72 مليون شخص في حين تجاوز الرقم عالمياًً 1.6 بليون منهم 17 مليونأ في العالم العربي، العدد الأكبر منهم في الإمارات، وفقاً لنسب عدد السكان. وحذرت منظمة الصحة العالمية من تحول هذه الظاهرة الى وباء خصوصاً ان نتيجتها تؤدي الى وفاة ما يزيد على 2.6 مليون نسمة سنوياً. ويُتوقع ان يرتفع عدد البدناء بنحو 40 في المئة خلال عشر سنوات. واعتبرت المنظمة ان السمنة قد تكون احياناً اشد خطراً على الإنسان حتى من التدخين. وفي وقت تحاول الإدارات الأميركية المتعاقبة الحد من بدانة المواطنين، دون نتيجة، قالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها امس ان البدانة أصبحت «تهديداً رئيسياً للصحة العامة وللأمن القومي» وتزداد سوءاً في شكل مطرد. وقال الدكتور توماس فريدن مدير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في بيان: «نحن في حاجة الى جهود مكثفة وشاملة ومستمرة لمعالجة البدانة». وأضاف «اذا لم نفعل ذلك سيمرض ويموت المزيد من الأشخاص نتيجة الأعراض المرتبطة بالسمنة مثل أمراض القلب والجلطات والنوع الثاني من السكري وبعض أنواع السرطانات وبعض الأسباب الرئيسية للوفاة». وقال الدكتور ألان بيسمان، منسق برنامج الأمهات البدينات في شيكاغو، «ان هناك أدلة جديدة على أن الوزن المفرط للمرأة خلال فترة الحمل مؤذ للرحم عدا عن أنه قد يؤثر في بعض جينات الأجنة ويؤدي في نهاية المطاف إلى بدانة الأطفال وإصابتهم بأمراض في مقدمها السكري». ورأى بيسمان « ان أوزان الأطفال لا تزداد بسبب اكتسابهم عادات آبائهم الغذائية، اذ أن خطر أن يصبحوا بدناء تتم برمجته حتى قبل أن يولدوا»، مضيفاً «ان الكثير من النساء لا يتلقين أي نصائح خلال الحمل حول النظام الصحي الذي يجب اتباعه». وفي بحث طويل نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» ذكر احصائيون ان كلفة مكافحة البدانة في الولاياتالمتحدة وحدها تُقارب 147 بليون دولار سنوياً. وأعادت السبب الأساسي للإصابة بالبدانة الى نقص تناول الفواكه والخضار مع زيادة تناول المأكولات عالية الدسم المشبعة بالسعرات الحرارية والحلويات والشوكولاتة والبطاطا المقلية والمشروبات المحلاة، اضافة الى قلة الحركة والخمول وعدم ممارسة الرياضة. ويُشابه النظام الغذائي لسكان الدول الثرية في العالم العربي، حيث تزيد امراض البدانة ويُكلف علاجها مئات ملايين الدولارات، ما يتناوله الأميركي من مأكولات مؤذية. ولم تُثبت الأبحاث العلمية بعد في شكل قطعي ان البدانة مرض وراثي لكن علاجها يتمثل بالحمية وممارسة الرياضة او العلاج الدوائي او النفسي اضافة الى عملية جراحية لتصغير الأمعاء. والبدانة، التي تُعرف باسم السمنة الزائدة، تؤدي الى التعرض للإصابة بمرض السكري وضغط الدم والمرارة وارتفاع نسبة الدهون في الدم. واختلف الأطباء والباحثون عما اذا كانت السمنة تؤدي حكماً الى التهاب المفاصل والإصابة بأمراض الشريان التاجي وضيق شرايين المخ وهبوط قدرات القلب لكنهم اتفقوا على ان نتيجتها هي قصر فترة العمر خصوصاً مع تغلغل الخلايا الدهنية للبدين في انسجة القلب ما يُقلل كفاءته وقدرته على ضخ متوازن للدم في الجسم.