قد لا يعني اسم هنري كورييل الكثير لمتفرجي التلفزيون وغيرهم في زمننا هذا... لكن صاحب هذا الاسم كان أواسط القرن العشرين وحتى سنوات السبعين وما بعدها، واحداً من أبرز المناضلين من أجل القضية الفلسطينية في أوروبا وباريس خصوصاً، بعدما كان يساعد جبهة التحرير الجزائرية ولا سيما في الحصول على أسلحة تمولها مصر الناصرية ابان ثورة الجزائر. كورييل اغتيل وسط باريس خلال الأسبوع الأول من شهر أيار (مايو) 1978... ومنذ ذلك الحين والبحث جار عمن قتله. ذلك ان قضية كورييل تعتبر، مثل قضية بن بركة، أحد الألغاز المستعصية على الحل، وإن كان ثمة من يتهم الاستخبارات الإسرائيلية بقتله، فيما يتهم آخرون الاستخبارات الفرنسية. وربما تكمن الحقيقة في تعاونهما معاً، للتخلص من ذلك المناضل اليساري، ذي الأصل المصري - اليهودي، الذي كان من أول الشيوعيين المصريين خلال النصف الأول من القرن العشرين، واضطهد وسجن وتسبب في انشقاقات، ثم وقف مؤيداً الثورة المصرية وقائدها جمال عبدالناصر، ومناوئاً للصهيونية ولقيام دولة اسرائيل، قبل أن تتسبب له يهوديته، في الهجرة من مصر، إنما من دون أن يقطع علاقاته بعبدالناصر الذي كان يوكل اليه مهمات سرية في فرنسا. وقد عرف كورييل في أوساط اليسار الفرنسي المؤيد للقضية الفلسطينية ب «العبقري البراغماتي». لكن براغماتيته هذه لم تحل دون وقوعه في فخ القتلة الذين نصبوا له مكمناً ذات يوم وأردوه، ما تسبب بخسارة كبيرة لحركة النضال الوطني والعالمثالثي. وهذا كله، يمكن من يستبد به الفضول لمعرفته، أو لاستعادة ذكراه، أن يشاهد هذا المساء فيلماً يشرحه بالتفصيل عنوانه «من قتل هنري كورييل؟»، وذلك على قناة «بلانيت» الفرنسية. والفيلم من تحقيق جان شارل دينيو وخالد ملحاء. * قناة «بلانيت»، 18.40 بتوقيت غرينتش.