لندن، مدريد، واشنطن - أ ف ب، رويترز – أفادت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية بأنها حصلت على وثيقة أرفقت بشكوى قدمها عادل حسن حمد المعتقل السوداني السابق في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا ضد تعرضه لتعذيب، وتتضمن إعلان لورنس ويلكرسن رئيس الأركان في عهد وزير الخارجية السابق كولن باول أن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ونائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد علموا بأن معظم المعتقلين في غوانتانامو كانوا أبرياء، لكنهم ابقوهم لأسباب سياسية في السجن. وكتب الكولونيل ويلكرسن الذي أصبح من أبرز منتقدي سياسة بوش في الوثيقة: «بحثت مع الوزير باول مسألة سجناء غوانتانامو. وأبلغني أن الرئيس بوش كان يشارك أيضاً في اتخاذ القرارات الخاصة بغوانتانامو، وليس فقط تشيني ووزير الدفاع رامسفيلد». وأشارت الصحيفة الى أن باول أيد تصريحات الكولونيل ويلكرسن الذي كشف أن معتقلين سلموا الى الولاياتالمتحدة من قبل أفغان أو باكستانيين في مقابل 5 آلاف دولار، وذلك من دون وجود أدلة على تورطهم بالإرهاب. وأضاف: إن تشيني ورامسفيلد رفضا الإفراج عن «الأبرياء، لأنه كان سيفضح خطأ اعتقالهم»، علماً أن الإدارة السابقة بررت إبقاء «أبرياء» في غوانتانامو بمتطلبات الحرب على الإرهاب والإرهابيين المسؤولين عن اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. على صعيد آخر، كرر وزير العدل الأميركي اريك هولدر في مدريد، حيث شارك في اجتماع عقده وزراء الداخلية والعدل في الاتحاد الأوروبي ونظيراهم الأميركيان، أن واشنطن ستقرر «خلال أسابيع» مكان محاكمة المتهمين الخمسة بتنفيذ اعتداءات 11 أيلول والمعتقلين في غوانتانامو، وعلى رأسهم العقل المدبر المزعوم للهجمات خالد الشيخ محمد. وكان هولدر أعلن في تشرين الثاني (نوفمبر) أن المتهمين سيمثلون أمام محكمة مدنية في نيويورك تقع قرب المكان الذي استهدفته الهجمات في مانهاتن، لكن الجمهوريين في الكونغرس عارضوا القرار، وقدموا مطلع آذار (مارس) الماضي مشروع قانون يلحظ إحالة المتهمين بالإرهاب على القضاء العسكري، وليس على محاكم مدنية. الى ذلك، وصل الأكاديمي المسلم طارق رمضان إلى الولاياتالمتحدة للمرة الأولى منذ ستة أعوام، بعدما ألغت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قرار حظر سفره عام 2004 بسبب تقديمه تبرعات الى مؤسسة لدعم الفلسطينيين بين عامي 1998 و2002. وقال: «لن أتردد في انتقاد الرئيس أوباما»، على رغم أن سياسة الأخير سمحت له بزيارة الولاياتالمتحدة. وأضاف: «اعتقد بأن الناس الذين توقعوا أن يغير أوباما كل شيء بسرعة كانوا حالمين. رؤيته موجودة كذلك كلماته في شأن إغلاق معتقل غوانتانامو بسرعة وإحراز تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط، وكلاهما لم يتحقق». واعتبر أن أوباما «قد يكون أكثر فاعلية إذا أعيد انتخابه». ورمضان مواطن سويسري من أصل مصري، وله كتابات كثيرة عن مسلمي الغرب والإسلام. ويرأس شبكة مسلمي أوروبا، وهي مركز بحوث مقرها في بروكسيل، ويدرس في جامعة أكسفورد البريطانية.