أكد رجل أعمال أن المجمع النسائي للاتصالات الذي تم افتتاحه الشهر الماضي مبادرة وطنية، تسعى إلى تحقيق رؤية السعودية 2030، وهي بحاجة إلى دعم من الإعلام والمجتمع، مشيراً إلى أن المحال النسائية التي تم تأجيرها بلغت 50 في المئة، فيما بلغت المحال التي فُعّلت 30 إلى 40 في المئة، لافتاً إلى أن بعض المستأجرات ما زلن يعملن على تجهيز وتأثيث محالهن. وقال صاحب مجمع الرمال للاتصالات عبدالرحمن آل حميد، ل«الحياة» إن تجربة إنشاء سوق نسائية خاصة بأجهزة الجوالات، وصيانتها تعد جديدة، وإن المشاريع في بداياتها لا بد من أن تواجه صعوبات، مراهناً على نجاح المجمع النسائي في ظل محدودية توافر الوظائف النسائية، كما نوه بأهمية العمل في هذا المجال، واعتبره فرصة جيدة مردودها المادي كبير، تجهله بعض النساء، إذ كان منحصراً في العمالة الأجنبية في الفترة الماضية. وأوضح آل حميد أن المجمع يتيح للنساء خصوصية تامة، ويمكنهن من الاطلاع على جوالاتهن أثناء عملية الصيانة وهن مطمئنات من عدم تسرب صورهن أو أية ملفات أخرى داخلها، وأن المجمع وفر جميع وسائل وسبل الراحة، سواء للعاملات فيه أم مرتادات المجمع، «إذ يضم حضانة للأطفال مزودة بكاميرات، وكذلك مكان للوجبات الخفيفة ومقهى كوفي ومصلى». ووصف الإقبال على المجمع بأنه كبير، مفيداً بأنه يسعى في الدرجة الأولى إلى استقطاب الفئات والأسر المحتاجة، وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، وتذليل العقبات أمامهن في سبيل الانخراط في عمل يدر عليهن رزقا وعيشاً كريماً. ولفت إلى أن الخطوة المقبلة سيتم فيها افتتاح مجمع نسائي آخر في الرياض بحي المونسية. مضيفاً: «وتوجد توجهات أخرى إلى افتتاح مزيد من الأسواق النسائية في مجال الاتصالات في مناطق عدة من المملكة». من جهتها، قالت أم سلمان (مديرة المجمع ومسؤولة التأجير) ل«الحياة»، إن العمل في مجمع الاتصالات احتضن العديد من الأسر والأيتام والعاطلات ممن لم يجدوا فرصاً وظيفية، مبينة أنها أول امرأة استأجرت محلاً في المجمع. وبيّنت أم سلمان أن مجمع الاتصالات النسائي يبدأ عمله يومياً من الساعة الرابعة عصراً، إلى العاشرة مساء، لافتة إلى أن الإقبال من المستأجرات والزائرات «منقطع النظير»، وأن صاحب المجمع وضع التسهيلات للراغبات في عمل صيانة الجوالات، منها أن الثلاثة الأشهر الأولى من إيجار المحل مجانية، إضافة إلى أن تاريخ العقد يبدأ مع بداية افتتاح المحل. من جانبها، عبرت أم سعد (إحدى المستأجرات) عن سعادتها بممارسة بيع الجوالات، وقالت إن إقبال النساء كبير، وإنها ستكتسب خبرة مع الوقت والممارسة، واحتفت بأن القائمات بعمل الصيانة تلقين التدريب المناسب. وتحدث رجل الأعمال محمد بن خميس، عن ضرورة وجود أسواق اتصالات نسائية، وقال: «من المفترض أن تكون قائمة ومفعلة منذ فترة زمنية طويلة»، مشيراً إلى الهواتف النقالة وجميع الأجهزة الذكية لها خصوصيتها الشخصية، وللمرأة خصوصاً، إذ إن المجمعات النسائية تهيئ لهن مكاناً ملائماً، ليرين عن كثب أجهزتهن وهي تحت الصيانة من دون عوائق، بدلاً من انتظارهن خارج المحال التي يعمل فيها العمالة الوافدون. وشدد الخميس في حديثه ل«الحياة»، على ضرورة تدريب العاملات في هذا المجال، مبرزاً أهمية التعاون بين القطاع الحكومي والخاص في التدريب، وتأهيل الفتيات لخوض المجالات التي تحتاج إليها سوق العمل، ووضع التسهيلات اللازمة، وأن يعمم التوجه ليشمل المدارس والمعاهد والجامعات، شريطة أن تكون الكوادر مدربة ومهيأة على ممارسة العمل بإتقان، حتى لا تفقد ثقة الزبائن ومرتادي هذه المجمعات. واستطرد: «يفترض أن تفعل محال الاتصالات النسائية بالتدريب الجيد، واختيار المواقع المناسبة القريبة من السكان التي يسهل على النساء الوصول إليها». وأكد أهمية التدريب والخبرة، وقال: «كنا نستبدل سابقاً شاشة الجوال التي تحطمت لدى محال الصيانة بمبلغ 120 إلى 150 ريالاً، أما الآن فلا نستطيع إصلاحها بأقل من 220 ريالاً، والسبب عدم توافر الخبرات القادرة على الصيانة». وعن مدى نجاح تجربة مجمع الرمال النسائي قال: «هي تجربة جيدة ومهمة، لكنها تحتاج إلى وقت وصبر وتدريب مكثف حتى تنجح».