تجنب البيان الصادر عن الاجتماع الذي عقد ليل أول من أمس، وأعلن عنه أمس، بين الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله ورئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري في حضور المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي لنصرالله حسين الخليل، ذكر أي موقف يتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، لا سيما أن «حزب الله» يشن حملة ضد المحكمة وقرارها الظني المتوقع. وعرض الجانبان بحسب بيان «العلاقات الإعلامية» في «حزب الله» «أهم التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، وخصوصاً القمة الثلاثية اللبنانية السورية السعودية التي عقدت في بيروت أخيراً (في قصر بعبدا) وتوقف المجتمعون عند جميع مجرياتها وجرى التداول في النتائج المتوقعة والمرجوة منها والتي تحاكي الظروف الدقيقة والحرجة والملفات الحساسة التي يعيشها البلد». وأشاد المجتمعون ب «الزيارة التاريخية والمميزة والأخوية التي قام بها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لقرى المواجهة والبطولة في الجنوب العزيز كتعبير صادق عن الوقفة الشجاعة إلى جانب لبنان جيشاً وشعباً ومقاومة، وتتويج للجهود الكبيرة التي بذلتها قطر الشقيقة في الدفاع عن أرض الصمود والتضحيات وإعادة إعمار ما هدمته آلة الحرب الإسرائيلية في حرب تموز حيث تركت عميق الأثر في نفوس أبناء الجنوب الذين عبّروا عن بالغ الامتنان لهذه الزيارة المباركة». ودان المجتمعون بحسب البيان «حملة التهديدات الإسرائيلية المبرمجة التي يطلقها قادة العدو»، ورأوا فيها «استهدافاً واضحاً للبنان شعباً ودولة ومؤسسات للنيل من وحدته الوطنية وقدرة مؤسساته»، كما دانوا «الانتهاكات الإسرائيلية اليومية للأجواء اللبنانية والتي تشكل خرقاً فاضحاً للقرار 1701». وأضاف البيان أن «الجانبين تابعا عن كثب آخر ما توصلت الأجهزة الأمنية اللبنانية في الكشف عن شبكات العملاء وتفكيكها من داخل المؤسسات العامة والخاصة، ونوها بهذا الإنجاز الوطني مطالبين بإنزال أشدِّ العقوبات بحق هؤلاء المجرمين، ومعتبرين أن هذا العمل الإسرائيلي يشكل عدواناً صارخاً على مساحة كل الوطن». وأكد الطرفان «عمق العلاقة الاستراتيجية بين حركة «أمل» و «حزب الله» في مواجهة كل الاستحقاقات الداخلية والخارجية والتنسيق الدائم على مستوى القيادة والقاعدة في جميع المواقف سواء ما يتعلق منها بالقضايا السياسية أم الاجتماعية أم غيرها». وسجلت أمس، مواقف لنواب من «حزب الله»، تطرق بعضها الى مسألة المحكمة، ودعا عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي المقداد «جميع الشركاء في الوطن إلى الانتباه جيداً لما يحاك للبنان في قضية المحكمة الدولية»، واصفاً إياها ب «المؤامرة التي لن تمر»، وأكد «أن المقاومة مستمرة في الدفاع عن الوطن كما دافعت عنه منذ عام 1982 إلى اليوم». وقال في احتفال بقاعي: «نحن في حزب الله أشرف من أن يشار بأي أصبع إلينا في موضوع المحكمة الدولية، وعندما استبقنا القرار الإتهامي، فليس من موقع الخوف والدفاع عن النفس وإنما لمواجهة ما يحاك اليوم ضد المقاومة والوطن». واعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» نوار الساحلي أن «المقاومة قدمت الغالي والنفيس في سبيل لبنان، كل لبنان ولن تبخل في ذلك لحماية لبنان والسلم الأهلي فيه والوحدة الوطنية». وسأل الساحلي في احتفال حزبي «الذين يتحدثون عن ثقتهم بالمحكمة وصدقيتها، هل فبركة الشهود صدقية؟ وهل المؤامرة المعدة سلفاً وتركيب التقارير واعتمادها على الكذب من الصدقية؟ وهل الإدانة العلنية ورفع الصور والتجييش ثمّ التوقيف هو ضمن الصدقية؟». واعتبر النائب حسين الموسوي «أن المقاومة لا مصلحة لها أن تكون فتنة في البلد»، وقال: «أمامنا معركة طويلة ومواجهات مقبلة، ونحن معنيون بالحفاظ على حقنا وحق أمتنا وكرامتنا وعزتنا، وسنبقى على استعداد لكل مواجهة، ومصلحتنا أن يكون الجميع الى جانب بعضهم بعضاً متماسكين». ورأى «أن الصراع مفتوح والمواجهة مستمرة ونحن مستهدفون من ثقافة عدوة لثقافتنا، والصراع مستمر، ونحن اليوم في جولة جديدة، وسنستمر في المواجهة حتى تحرير الأرض وقيام دولة العدل والقانون».