أظهرت دراسة علمية أن أسماك قرش غرينلاند تتمتع بأمد الحياة المتوقع الأعلى بين الفقريات، ويمكنها التنقل في المياه الباردة للمنطقة القطبية الشمالية خلال أربعة قرون. هذه المخلوقات لا تكبر سوى بنحو سنتيمتر واحد سنوياً، كما أن نموها البطيء يساهم في إطالة عمرها. وهي تعيش لفترة أطول مقارنة بالمخلوقات الأخرى المعروفة بعمرها المديد، وبينها سلاحف جزر غالاباغوس وحيتان غرينلاند. وثمة فصيلة حيوانية واحدة في العالم تعرف بأمد حياة أطول، وهي من الصدفيات. فقد لفتت الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة «نيتشر»، الى أن «أمد الحياة المتوقع لسمك قرش غرينلاند لا يتفوق عليه إلا ذلك العائد الى الصدف الآيسلندي (507 سنوات)». ويمثل سمك قرش غرينلاند أكبر الأسماك التي تلد في مياه المنطقة القطبية الشمالية. وتحتاج هذه الفصيلة الى 150 سنة للوصول الى مرحلة البلوغ الجنسي وفق الدراسة عينها. وتستند الدراسة الى تحليلات بالكربون 14 أجريت على عدسات العين لثمان وعشرين سمكة أنثى اصطيدت عرَضاً. ويمكن الباحثين الحصول على عناصر في شأن سن المخلوقات البحرية عبر إيجاد آثار للإشعاعات الذرية في أنسجتها، علماً أن هذه الآثار تنتج من تجارب نووية أجريت منذ خمسينات القرن الماضي. وبلغ طول أكبر سمكتي قرش من الأسماك التي شملتها الدراسة 4,93 متر و5,02 متر. وقدر الباحثون عمرهما ب335 سنة و392 سنة على التوالي. ويبلغ متوسط عمر أسماك قرش غرينلاند 272 سنة، وفق تقديرات معدي هذه الدراسة.