تفاقمت الأزمة المستعصية بين الرئيس الأفغاني أشرف غني ورئيس السلطة التنفيذية (مجلس الوزراء) منافسه في انتخابات الرئاسة عبدالله عبدالله، بعدما طالب الأخير في خطاب ألقاه أمام حشد من مؤيديه في كابول الرئيس غني بالتنحي او اقالة البرلمان له بحجة عدم كفاءته للمنصب، ومحاولته التفرد بالسلطة بخلاف الاتفاق الموقع بينهما برعاية وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وايد المطلب حاكم ولاية بلخ والنائب الأول لحزب الجمعية الإسلامية الأفغانية عطا محمد نور الذي وصف غني بأنه «لا يلبي طموحات الشعب الذي يريد إقالته». كما طالب نور الرئيس غني باحترام اتفاق الشراكة مع عبدالله، واتخاذ القرارات الخاصة بالحكومة والدولة والسياسة الخارجية بالتشاور بينهما. ويتزامن ذلك مع تقهقر القوات الحكومية أمام هجمات حركة «طالبان» في مناطق عدة بعضها في ولاية هلمند (جنوب)، وبينها ناوا التي زعمت الحكومة استردادها من المتمردين، لكن مصادر غربية في كابول أكدت ان المنطقة لا تزال تخضع لسيطرة «طالبان». وتفقد نائب القائد العام للقوات الأفغانية هلمند، واطلع مع عدد من القادة العسكريين على مجريات المعارك، فيما اعلن الجنرال مراد، قائد القوات الجكومية في الولاية، مقتل أكثر من مئة «طالباني» في ناوا. وتكثفت هجرة العائلات من مناطق القتال في هلمند الى عاصمتها لشكرجاه. وقال نقيب الله، مسؤول المهجرين في الولاية، إن أكثر من 3 آلاف عائلة وصلت إلى لشكرجاه، بينما لم يستطع البرنامج العالمي للغذاء إلا إيصال أغذية الى 800 عائلة من مخازنه في قندهار بسبب إغلاق الطريق بين قندهار ولشكرجاه. واغار سلاج الجوي الأميركي على قوات «طالبان» في الولاية من اجل منع زحفها نحو لشكرجاه التي تقول مصادر حكومية انها لن تسمح لها بسقوطها في يد «طالبان». وطالب الجنرال جون نيكلسون، قائد القوات الأميركية في افغانستان، الحكومة الهندية بتسريع عملية إرسال مروحيات للجيش الأفغاني من اجل مواجهة تقدم «طالبان» في عدد من المناطق.