كابول - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - شن أربعة آلاف جندي من قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) هجمات جوية وبرية على معاقل حركة «طالبان» في ولاية هلمند جنوبأفغانستان، في اختبار جدي للاستراتيجية الجديدة للرئيس الأميركي باراك أوباما في شأن الحرب على أفغانستان. وتعتبر عملية «الخنجر» الأولى الأضخم للقوات الأميركية الإضافية ال8500 التي أرسلت الى ولاية هلمند خلال الشهرين الأخيرين، والثانية الأكبر لها بعد عملية الفلوجة في العراق في تشرين الثاني (نوفمبر) 2004. وتشهد مشاركة نحو 50 طائرة، ما يجعلها أكبر عملية مجوقلة تشنها قوات المارينز منذ حرب فيتنام. وأشار قائد قوات المارينز الجنرال لاري نيكلسون الى انها ستتميز بسرعة تنفيذ الضربات، علماً ان الساعات الأولى لبدء العملية أسفرت عن إصابة جنديين أميركيين بارتجاج دماغي اثر انفجار عبوة ناسفة مصنعة يدوياً في منطقة ناوا المحاذية للحدود مع باكستان. وقال الجنرال الأميركي نيكولسون: «هدفنا أن نلتقي بالسكان خلال ساعات، وسنفعل ذلك طيلة الشهور السبعة أو الثمانية المقبلة»، فيما أبدى قائد الكتيبة الأميركية الكابتن جونوي صن ثقته من أن جنوده سينجزون بالتعاون مع حوالى 650 شرطياً وجندياً أفغانياً مهمة تطهير طريق رئيسي وتأمين جسر، تمهيداً للقائهم السكان بحلول المساء. وتوقع مواجهة مقاومة وقتال الأعداء، واستمرار المرحلة الأولى للعملية نحو 36 ساعة، وصولاً الى مناطق وادي نهر هلمند التي فشلت القوات الأجنبية في السيطرة عليها بعد إطاحة نظام «طالبان» نهاية عام 2001. وأشار الى ان القادة العسكريين سيحاولون إقناع السكان بأن العملية ستوفر لهم مستقبلاً أفضل من المتشددين، علماً انه خاطب رجاله في معسكر ليذرنيك قبل بدء العملية بالقول: «انها خطة كبيرة وخطرة، وتشتمل على أخطار عظيمة وفرص رائعة»، مضيفاً: «حلت أيام التغيير الكبير في هلمند. سنتوجه إليها ونبقى فيها. وهنا الأمر المختلف». وأكد نيكلسون ان الاحتياجات الأمنية لسكان هلمند أكثر أهمية من قتل رجال «طالبان»، «كما ستسمح العملية بتسجيل ناخبين في المناطق لم يحصل فيها أي تسجيل». ومن بين الأهداف الرئيسية للهجوم البري والجوي مناطق ناوا وغارمسير بالولاية، حيث يعتقد بأن مسلحين كثيرين يختبئون فيها ويحصلون على أموال إنتاج الأفيون. وتوقع قادة عسكريون العثور على عدد يتراوح بين 300 و500 متشدداً في ناوا. وأكد قائد القوات الأفغانية الجنرال شاير محمد زازاي ان العملية التي تجري على ثلاث جبهات «سترسخ الأمن كي يستطيع الناس الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات بثقة ومن دون خوف». في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل جنديين في صفوفها بانفجار قنبلة يدوية ألقيت عليهما خلال مشاركتهما في عملية «بانشاي بالانغ» (مخلب النمر) قرب لشكرجاه عاصمة ولاية هلمند أول من أمس. ورفع ذلك الى 171 عدد الجنود البريطانيين القتلى منذ بدء العمليات العسكرية في أفغانستان العام 2001، فيما بلغت حصيلة قتلى القوات الأجنبية في البلاد 158 منذ مطلع السنة الحالية. على صعيد آخر، كشفت أرقام جديدة أعدتها الوزارة انها دفعت أو تدرس دفع تعويضات ترتبط بمقتل أكثر من 100 مدني أفغاني بنيران القوات البريطانية في هلمند خلال الشهور ال18 الماضية. وأظهرت الأرقام التي أذنت الوزارة بنشرها بموجب قانون حرية المعلومات أن بعض عائلات الضحايا حصلت على تعويضات لا تتجاوز 210 دولارات، فيما حصلت اسر أخرى على 7 آلاف دولار. وأوضحت الوزارة انها تدفع التعويضات استناداً الى مسؤوليتها القانونية عن وفاة مدنيين أفغان جراء عمليات قواتها.