أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها الخميس حيال الاستخدام المحتمل المتزايد لأسلحة كيماوية في سورية، بعد معلومات عن وقوع هجوم الأربعاء في حلب أسفر عن أربعة قتلى وعشرات الجرحى. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية اليزابيت ترودو: «نستعرض المعلومات التي تفيد باستخدام أسلحة كيماوية في حلب»، مضيفة: «نحن نأخذ هذه المعلومات على محمل الجد. وندين، كما فعلنا في الماضي، أي استخدام للأسلحة الكيماوية». ولم تؤكد الديبلوماسية الأميركية الهجوم الكيماوي في حلب، إلا أنها أشارت إلى أن الولاياتالمتحدة «قلقة جداً لتزايد مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في الأسابيع الأخيرة». وأوضحت ترودو أنه في حال تم تأكيد استخدام النظام السوري مجدداً للسلاح الكيماوي، فإن هذا يشكل «انتهاكاً» لقرار مجلس الأمن الدولي. وفي الثالث من الشهر الجاري، أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن قلقها في شأن أنباء عن هجوم بغاز الكلور، قرب مدينة حلب في شمال سورية التي تشهد اشتباكات عنيفة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 24 شخصاً عانوا صعوبات في التنفس في مدينة سراقب، على بعد 50 كيلومتراً جنوب حلب بعد هجوم ببراميل متفجرة الثلثاء. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت قال أن بلاده «قلقة حيال معلومات» عن وقوع هجوم كيمياوي في مدينة حلب السورية، في العاشر من الشهر الجاري. وندد وزير الخارجية في بيان «بشدة بكافة الهجمات على المدنيين، وخصوصاً حين يتم استخدام أسلحة كيماوية»، محملاً النظام السوري مسؤولية ذلك في شكل غير مباشر. وقال ايرولت أن «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أتيح لها في الماضي تأكيد وقوع هجمات بغاز الكلور ضد السكان السوريين، انطلاقاً من مروحيات تملكها قوات النظام دون سواها، في انتهاك صارخ للقانون الدولي». وسئل الموفد الأممي الى سورية ستيفان دي ميستورا عن هذا الهجوم المحتمل، خلال مؤتمر صحافي الخميس في جنيف، فأجاب: «لست أنا من يحسم قضية معرفة ما إذا حصل (الهجوم) فعلاً، رغم وجود أدلة كثيرة تثبت أن هذا ما حصل». وأضاف «إذا حصل ذلك فسيكون جريمة حرب، وعلى الجميع أخذ ذلك في الاعتبار». وأضاف ايرولت أنه «سيولي اهتماماً خاصاً بخلاصات تحقيقات الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التي ستعلن نهاية الشهر حول هجمات كيماوية محتملة في 2014 و2015». واعتبر أن «المأساة التي يعيشها الشعب السوري منذ أكثر من خمسة أعوام والهجمات المشينة التي يتعرض لها هي نتيجة الموقف السيئ للنظام وداعميه الذين يمنعون أي حل سياسي في سورية». وليست المرة الأولى التي يشتبه فيها بوقوع هجمات بأسلحة كيماوية ضد المدنيين في سورية. وفي الثالث من الشهر، اتهمت وزارة الدفاع الروسية مقاتلي المعارضة بأنهم استخدموا «عناصر سامة» في حلب خلفت سبعة قتلى. وكان تقرير دولي أفاد باستخدام القوات النظامية أسلحة كيماوية بهجمات على غوطتي دمشق الغربية والشرقية في نهاية 2013، أسفرت عن مقتل اكثر من الف مدني.