في تحدٍ كبير للمجلس العسكري الحاكم في تايلند جاء بعد أيام على موافقة الشعب في استفتاء على دستور جديد يدعمه الجيش، استهدفت ثلاثة منتجعات سياحية في 5 مقاطعات جنوبية ب12 تفجيراً في أوقات منفصلة ليل الخميس - الجمعة، ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى وعشرات الجرحى. وجاءت التفجيرات أيضاً في يوم عطلة، احتفالاً بعيد ميلاد الملكة الذي يحتفل به كعيد للأم، وفي عزّ موسم السياحة الصيفي الذي يستقطب ملايين السياح سنوياً وبينهم عشرات آلاف العرب. وأعلن رئيس المجلس العسكري الجنرال برايوت شان أو شا الذي يتولى السلطة منذ انقلاب العام 2014، أن التفجيرات «محاولة لزرع الفوضى وضرب السياحة» التي تساهم بنحو 10 في المئة من الدخل القومي الذي يعاني من اقتصاد متعثر، علماً أن المجلس يؤكد نجاحه في إرساء الاستقرار في المملكة بعد الانقلاب الذي شهد قمعاً كبيراً للحريات. لكن الجنرالات فشلوا في القضاء على حركة تمرد المسلمين الانفصاليين في المقاطعات الجنوبية الثلاث النائية. وأعلنت الشرطة الوطنية التي احتجزت مشبوهَين لاستجوابهما، أنها امتلكت معلومات استخباراتية عن هجوم وشيك من دون تحديد موقعه أو توقيته. وأصرّت على إدراج التفجيرات في خانة «التخريب الداخلي» مستبعدة فرضية الهجوم الإرهابي للانفصاليين، باعتبار أن المركز الحصري لعملياتهم يبعد أكثر من ألف كيلومتر من منتجع هوا هين وغيره حيث وقعت غالبية التفجيرات. لكن السلطات تتهم صينيين من طائفة الأويغور المسلمة بالوقوف وراء هجوم بمتفجرات استهدف معبداً هندوسياً شعبياً في بانكوك في 17 آب (أغسطس) 2015، وحصد 20 قتيلاً معظمهم سياح أجانب، ما مثل الاعتداء الأكثر دموية في تاريخ تايلند. ونفى الرجلان تورطهما في الهجوم، ومن المقرر أن تبدأ محاكمتهما في وقت لاحق من الشهر الجاري. وعززت السلطات إجراءات الأمن في المواقع السياحية والمطارات ومرافق المواصلات العامة في بانكوك، فيما طالبت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى رعاياها الموجودين في تايلند بالتزام الحذر وتجنب الأماكن العامة. ولم تستبعد ألمانيا حصول تفجيرات أخرى، علماً أن تايلند تشتهر بأنها مقصد مفضل لعطلات الألمان. وفي تفاصيل الاعتداءات، لحقت الأضرار الأكبر بمنتجع هوا هين الذي يضم أيضاً المقر الصيفي للعائلة المالكة، حيث انفجرت ليل الخميس قنبلتان يدويتا الصنع زرِعتا في حوضين للنباتات على الرصيف بفارق ثلاثين دقيقة ومسافة 50 متراً في منطقة قريبة من الشاطئ تضم حانات ومطاعم مزدحمة بسياح. وأعلنت السلطات مقتل بائعة جوالة، وجرح 24 شخصاً بينهم 10 أجانب حُددت جنسياتهم ب 4 هولنديين و3 ألمان وإيطاليان ونمسوي واحد. وصباح الجمعة، شهد المنتجع ذاته تفجيرين جديدين حصدا قتيلة تايلندية ثانية وسط حال من الهلع الشديد حتم إغلاق المتاجر أبوابها وخلو الشوارع من المارة مع بقاء السكان في منازلهم. وفي مدينة سورات ثاني، قضت موظفة بلدية في انفجار قنبلتين، وقضى شخص وجرح ستة في انفجار قنبلة بمدينة ترانغ ليل الخميس، في حين لم يسفر تفجير واحد استهدف أحد شواطئ فوكيت الأشهر في البلاد إلا عن إصابة شخص بجروح طفيفة. وعطلت الشرطة مفعول قنبلة أخرى في فوكيت. كما لم تتسبب 4 تفجيرات في مدينتي باتونج وفانغ نجا الساحلي في سقوط ضحايا.