تحسر عشاق كرة القدم في العراق على ضياع فجر كروي جديد كاد يبزغ من مدينة ساو باولو البرازيلية، يعيد إلى الأذهان ذكريات أفضل نتائج المشاركات في دورات الألعاب الأولمبية. وتبدد حلم الوصول إلى ربع نهائي مسابقة كرة القدم في أولمبياد ريو 2016 إثر سقوط المنتخب العراقي في فخ التعادل (1-1) أمام جنوب أفريقيا في آخر مباريات المجموعة الأولى. وكان المنتخب الأولمبي العراقي يمني النفس بفوز منتظر على جنوب أفريقيا ليظفر بإحدى بطاقتي التأهل لربع النهائي التي حسمهما صاحب الضيافة المنتخب البرازيلي وكذلك الدنماركي، على رغم خسارة الأخير أمام أصحاب الأرض برباعية نظيفة. واحتشد فجر الخميس (بتوقيت العراق) في بعض المقاهي والأماكن العامة في العاصمة بغداد عدد من المشجعين العراقيين لمتابعة مباراة منتخب بلادهم الأولمبي أمام جنوب أفريقيا، على أمل بأن يعيشوا فرحة التأهل لدور ربع النهائي. وفي مقهى يقع في قلب منطقة الكرادة وسط العاصمة كان العشرات من المشجعين العراقيين الشباب يتابعون مواجهة جنوب أفريقيا، متطلعين إلى أن تغمرهم فرحة الفوز والتأهل لدور الثمانية، إلا أنهم لم يتوقعوا أن تبدد خيبة هذه المباراة أحلامهم. أحمد أسعد من طلاب المرحلة الثانوية، يبلغ من العمر (17 عاماً) لم يخف حسرته بعد خروج منتخب بلاده بقوله: «كنا نأمل بأن نغمر هذا المكان بمشاعر الفرح والحماسة للتأهل ومواصلة المشوار، لكن كل شيء تبخر وذهبت أحلامنا أدراج الرياح». وأضاف: «لم نكن نتوقع أن نودع المنافسات بأخطاء ارتكبها المدرب لتخرج المباراة من بين يديه»، وتساءل وهو يصب جام غضبه على مواطنه المدرب غني شهد: «هل يعقل أن يستبدل اثنين من أبرز لاعبي المنتخب، علي عدنان لاعب أودينيزي، وعلي حصني لاعب ريزا سبور التركي الجديد، كانا مؤثرين، استبدالهما أتاح لجنوب أفريقيا فرصة التقاط الأنفاس بسبب سوء تقديرات المدرب». أما زميله أحمد فلاح حسن (18 عاماً) فعلق على نتيجة المباراة بحسرة متصاعدة مع دخان «الأركيلة» بقوله: «أمضينا ساعات هنا قبل انطلاق المباراة نتأهب للاحتفال بالفوز على جنوب أفريقيا في فجر يوم جديد ونصل إلى دور الثمانية، لكن آمالنا خابت بسبب أخطاء اللاعبين والمدرب». وتابع: «كنا نتطلع لنطلق عنان الفرح الجماعي مع ساعات الصباح الأولى، لأن كرة القدم باتت سر فرحنا الوحيد، ماذا نعمل؟ قتلوا فينا حتى بصيص أمل بأن نعيش مثل هذه الفرحة». وخرج الأولمبي العراقي من ريو 2016 بثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات، أمام الدنمارك والبرازيل بنتيجة واحدة (صفر-صفر)، وأمام جنوب أفريقيا (1-1) على رغم تأكيدات مدربه غني شهد، التي أشار فيها أكثر من مرة إلى إمكان ذهابه أبعد ما يمكن في المنافسات. يشار إلى أن المنتخب الأولمبي العراقي بلغ نهائيات مسابقة كرة القدم خمس مرات في تاريخه، على صعيد مشاركاته في الدورات الأولمبية، بدأها عام 1980 في أولمبياد موسكو 1980، ثم أنجليس 1984، وسيول 1988، وأثينا 2004. وفي أثينا وصل منتخب العراق بقيادة عدنان حمد إلى نصف النهائي، واجتاز فيها البرتغال (4-2) وكوستاريكا (2-صفر) قبل أن يخسر أمام المغرب (1-2)، وفي دور الثمانية فاز على أستراليا (1-صفر) لكنه خسر أمام باراغواي في نصف النهائي.