أعلن نعمان كورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي، توقيف 10 أجانب يُشتبه في ارتباطهم بالداعية المعارض فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة. وأضاف أن أربعة منهم اعتُقلوا رسمياً وينتظرون محاكمتهم، مشيراً إلى أن بين الموقوفين شخصاً دخل تركيا في شكل غير شرعي من سورية، السبت الماضي. وتابع أن 216 عسكرياً متورطين بالمحاولة الفاشلة، بينهم 9 جنرالات، ما زالوا فارين. الى ذلك، أجرى ماركوس إيديرر، نائب وزير الخارجية الألماني، محادثات في أنقرة أمس، وسط توتر بين تركيا ودول أوروبية انتقدت حملة «تطهير» شنّتها السلطات بعد محاولة الانقلاب. وأشارت ناطقة باسم الخارجية الألمانية الى لقاءات لإيديرر مع نظيره في أنقرة، وزيارة لمبنى البرلمان التركي لمعاينة الأضرار التي سبّبتها المحاولة الفاشلة. وأضافت أن إيديرر «سيوضح أننا نتضامن مع تركيا ونرى الوضع الذي واجهته». واستدركت أن برلين تريد أن توضح أيضاً وجوب «الحفاظ على سيادة القانون، على رغم المصلحة المبرّرة لتركيا في العمل من خلال الانقلاب». وكان رئيس «حزب الديموقراطيين الأحرار» الليبرالي في ألمانيا كريستيان ليندر تحدث عن «انقلاب من أعلى، كما حدث عام 1933 بعد حريق الرايخستاغ» في ألمانيا والذي صوّره النازيون على أنه مؤامرة شيوعية على الحكومة، واستغلّه أدولف هتلر لتبرير حملته لتقويض الحريات المدنية. ورأى ليندر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «يؤسّس نظاماً قمعياً مفصّلاً فقط ليناسبه. ولأن حقوق الأفراد وحرياتهم لم يعد لها أي دور، ليس في إمكانه أن يكون شريكاً لأوروبا». وأعرب ساسة ألمان عن قلق من تنامي «نفوذ» أنقرة على الألمان من أصل تركي. وشدد فولكر كاودر، وهو حليف للمستشارة أنغيلا مركل، على وجوب أن «يلتزم مَن هم من أصل تركي ويعيشون هنا، قوانيننا وعاداتنا». وأشار بيرند ريكسنغه، الرئيس المشارك لحزب اليسار الراديكالي، إلى أن «أنصار أردوغان يمارسون ضغوطاً شديدة على المعارضين في ألمانيا. لا بد من وقف ذلك، يجب ألا تكون هناك تهديدات بيننا». وأظهر استطلاع رأي نشرت نتائجه صحيفة «بيلد أم زونتاغ» أن 66 في المئة من الألمان يرغبون في وقف مفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي. كما يؤيّد 52 في المئة إنهاء اتفاق الهجرة. ورجّح زيغمار غابرييل، نائب مركل، ألا تنضمّ تركيا إلى الاتحاد الأوروبي «قبل 20 سنة». وفي السياق ذاته، هدد وزير الخارجية النمسوي سيباستيان كورتز بتعطيل فتح فصول جديدة من مفاوضات عضوية تركيا، قائلاً: «لدي مقعد وصوت في مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حيث يُتخذ القرار. وأعارض ذلك»، علماً أن المجلس يتخذ قراراته بالإجماع. وكان أردوغان انتقد ألمانيا بعدما منعته من توجيه رسالة، عبر دائرة تلفزيونية، لأنصاره خلال تظاهرة نظموها في مدينة كولونيا الأسبوع الماضي. وقال أثناء تظاهرة «مليونية» في اسطنبول الأحد، إن ألمانيا سمحت لناشطين أكراد بالبثّ عبر دائرة تلفزيونية، وسأل: «أين الديموقراطية؟ دعهم يغذّون الإرهاب وسينقلب عليهم». وأعلن أن المسيرات «المساندة للديموقراطية» في تركيا ستستمر حتى بعد غد، علماً أن السلطات كانت اعتبرت أن تجمّع اسطنبول الأخير. ورأى في أتباع غولن «أدوات ظاهرة للتهديد ضد بلدنا»، وتابع: «علينا كشف جميع أعضاء هذه المنظمة واجتثاثهم في إطار القانون، ولكن إذا اكتفينا بذلك فقط، بوصفنا دولة وأمّة، سنترك دفاعنا ضعيفاً أمام فيروسات مشابهة». وزاد: «سنختبر بعناية شديدة من سيكونون تحت (إمرتنا). سنفحص من سيكون في الجيش والقضاء، ونلقي بالباقين خارج الأبواب». وكرّر تأييده إعادة العمل بعقوبة الإعدام في تركيا، «إذا أراد الشعب ذلك». على صعيد آخر، أفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بمقتل 13 من مسلحي «حزب العمال الكردستاني»، بغارة جوية تركية على مواقع للحزب في جنوب شرقي البلاد.