لا يحتاج الأمر إلى أكثر من جهاز لاسلكي وماسحة ضوئية ولوحة مفاتيح وهمية وكاميرا لإتمام خطة عصابة سرقة الأرصدة من حسابات ضحاياهم من جوف الصرافات الآلية بطريقة مبتكرة، في حين اكتفت نوعية أخرى بعرقلة بطاقات الصراف في ثغر الماكينة بواسطة شريط فيلم أشعة واستخراجها مرة أخرى بعد مغادرة الضحية ومعرفة الرقم السري لها لاستنزاف مبالغ طائلة. وعلى رغم شيوع سرقة العصابات واستيلائهم على أموال الغير عن طريق اختراق بطاقة «الفيزا أو الماستر كارد»، إلا أن الطريقة الجديدة تظل الأحدث في تاريخ السرقات، ما دفع كثيراً من المواطنين إلى المطالبة بحقوقهم، في ظل تجاهل الجهات المسؤولة تخصيص مراقبين على أجهزة الصرف والكشف عليها بصفة وعمل الاحتياطات اللازمة لحفظ أموال العملاء. وقالت الموظفة نوف علي: «بعد عودتي من رحلة استجمام في أحد البلدان الآسيوية، تفاجأت بخلو رصيدي من مبلغ 10 آلاف ريال... وعند مراجعتي للبنك، أبلغوني بأن جهة مبهمة سرقة المال، وبعد مخاطبة البنك لأحد البنوك في تلك الدولة الآسيوية أخطرونا بأنه تمت عمليات السحب من أشخاص مجهولين في أسبوع واحد عن طريق الصرافات، وأنها تمت بشكل رسمي من ثلاث مدن آسيوية، ما جعل إمكان استرداد أموالي متعذرة»، مضيفة أن الإدارة الأمنية للبنك طلبت منها توخي الحذر لاحقاً بإخفاء الأرقام السرية أثناء الضغط عليها باليد حتى لا تتمكن كاميرا العصابة من التقاطها، وكذلك تغيير الرقم السري فور الوصول. وذكر محمد فهد أنه قطع دورته في تعلم اللغة الفرنسية في أحد البلدان الأوروبية وحجز أقرب رحلة إلى السعودية بعد سرقة مبلغ 31 ألف ريال كانت في حسابه، وقال: «بعد قيامي بعملية سحب للمرة الثانية بعد وصولي للبلد الأجنبي ببضعة أيام، صدمت باقتصار الرصيد على بضع هللات فقط، ما دفعني إلى الرجوع إلى المملكة على الفور». وقال المتقاعد عساف حمد الذي وقع في فخ الصراف الآلي في أحد البلدان الأفريقية: «تمت عرقلة بطاقة صرافتي في ثغر الماكينة... واضطررت إلى مغادرة كابينة الصراف بعد أن ظننت أن الماكينة ابتلعتها... واكتشفت لاحقاً أنني وقعت ضحية أحد اللصوص الذي كان يوجد خلفي مباشرة كنت أظنه عميلاً ينتظر دوره، ولكنه تمكن من سرقة ألفين ريال من رصيدي بعد حفظه للرقم السري، واستعادته لبطاقتي بطريقته الخاصة». وأوضح أحد المتخصصين في الأجهزة الالكترونية حسن عبدالسلام، أن طبيعة السر الذي يستغله اللصوص للاستيلاء على الأرصدة بأسلوب تقني فائق المهنية وبطريقة رسمية سليمة، «تكمن في طريقتين الأولى تتمثل بتركيب العصابة كاميرا لاسلكية في أسفل من حامل مظاريف الإيداع باتجاه لوحة الأرقام التي تعمد إلى إرسال صورة حية إلى السيارة ولوحة مفاتيح وهمية تتكفل في حفظ كلمة المرور، ويكون شكلها أكثر بروزاً من الأصلية، والجهاز القارئ للبطاقة ليس له وميض مثل نظيره الأصلي يوضع في المكان نفسه من إدخالها، ويعمل على نسخ كامل المعلومات إلى البطاقة المزورة التي يستغلها اللصوص لسرقة رصيد الضحية لاحقاً». وأضاف أن الطريقة الثانية تقتصر على تركيب شريط مقصوص من فيلم أشعة ومثني من المنتصف يوضع في فتحة إدخال البطاقة ويثبت حوافه بإحكام، «ومن ثم يقص جانبي الشريط بشكل مائل وجزئي لتعلق فيها البطاقة داخله، وبعد يأس الضحية من استعادتها وذهابه ينتشل اللص الشريط ويستخرج البطاقة.