بكين، واشنطن، تل أبيب – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت طهران أمس، أنها «لن تتخلى مطلقاً» عن حقها في تخصيب اليورانيوم، لكنها أبدت استعدادها لوقف التخصيب العالي المستوى (بنسبة 20 في المئة) اذا وافقت الدول الست المعنية بملفها النووي على اتفاق تبادل الوقود الذري الموقّع بين ايران وتركيا والبرازيل. في غضون ذلك، أكدت بكين رفضها «العقوبات الأحادية» التي فرضها الاتحاد الاوروبي على طهران أخيراً، بعد ساعات على إعلان الولاياتالمتحدة نيتها ارسال موفدين الى دول عدة في آسيا والشرق الاوسط، بينها الصين، لإقناعها بتطبيق العقوبات الدولية المفروضة على ايران. وفي واشنطن، اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان ايران «مصممة على امتلاك اسلحة نووية، هذا واضح، وأعتقد بان العقوبات لن تكون مجدية». وقال لشبكة «ام. اس. ان. بي. سي» الاميركية انه اذا لم تأتِ العقوبات بنتيجة، «ننصح أصدقاءنا بعدم استبعاد اي خيار. هكذا نفكر نحن». في الوقت ذاته، أوردت صحيفة «هآرتس» ان مقتل ستة عسكريين إسرائيليين في تحطّم مروحية في رومانيا قبل ايام، جاء خلال تدريبات يجريها سلاح الجو الإسرائيلي لاحتمال مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وأضافت ان هذا «التدريب المعقد جداً» الذي يحمل اسم «سماء زرقاء»، بدأ في 18 من الشهر الجاري ووضع أمام الطيارين تحديات كثيرة، مثل تحليق متواصل فوق منطقة يعرفونها من خلال الخرائط فقط، وتضاريس متغيّرة بوتيرة سريعة، من حقول واسعة إلى سلاسل جبلية يصل ارتفاع قمم بعضها إلى 2500 متر وأحوال جوية قاسية، تشمل ضباباً كثيفاً وعواصف رعدية مفاجئة. وتعليقاً على تصريح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بأن طهران ستوقف تخصيب اليورانيوم العالي المستوى، اذا أقرت الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وألمانيا) اتفاق تبادل الوقود النووي، قال رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي أن «التخصيب حق مشروع لإيران وفي إمكاننا رفع مستواه الى أي درجة، لسد حاجتنا وفقاً لمعاهدة حظر الانتشار النووي»، مضيفاً ان «ايران لن تتخلى مطلقاً عن حقها في التخصيب بنسبة 20 في المئة، لكن يمكن ألا تكون هناك ضرورة لذلك في وقت ما، مع احتفاظنا بحقنا وعدم شعورنا بالحاجة الى ذلك». وذكّر بأن طهران «انتجت وقوداً مخصباً بنسبة 20 في المئة، لسدّ حاجتها (لمفاعل طهران للبحوث الطبية)، ولا تنوي إنتاجه وتخزينه»، معتبراً انتاجه «محلياً غير مجدٍ من الناحية الاقتصادية». وزاد: «اذا سلمونا (الغرب) مئة كلغ من الوقود، ستكفي (مفاعل طهران) 7 او 8 سنوات». وقال مستدركاً: «اذا امتلكنا مفاعلات أخرى من هذا النوع مستقبلاً، ستكون المسألة مختلفة». وجدد استعداد بلاده «لبدء مفاوضات مع الجانب الآخر، اعتباراً من الايام المقبلة، استناداً الى اتفاق التبادل». وفي بكين، أكدت الناطقة باسم الخارجية الصينية يانغ يو ان «الصين لا تؤيد العقوبات الأحادية التي أقرها الاتحاد الاوروبي على ايران». وقالت: «نأمل بأن يواصل الاطراف المعنيون دعم حلّ ديبلوماسي، وتسوية المسألة النووية الايرانية في شكل مناسب من خلال الحوار والمفاوضات».