قال مصدر فرنسي متابع للملف الليبي ان «داعش» كثف منذ بداية ايار (مايو) الماضي، هجماته على ميليشيات مصراتة المؤيدة لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، ما ادى الى طلب الأخير التدخل الأميركي ضد التنظيم الارهابي. وعلى رغم السجال بينه وبين الفرنسيين الذين اتهمهم بدعم خصمه الفريق خليفة حفتر، فإن باريس ترى أن «من المهم الآن ان ينجح سراج ولذا ينبغي التفكير في ما بعد انهاء داعش في سرت، وينبغي ان يعود جميع المعتكفين الى المجلس الرئاسي للحكومة لتمكينها من العودة الى الحكم وتلبية مطالب الناس»، كما أشار المصدر. ولفت المصدر الى أن «مكافحة داعش ليست بالقوة العسكرية فحسب»، وقال: «هناك استياء كبير لدى الشعب من انقطاع التيار الكهربائي والناس قلقون إزاء المستقبل لأن ليس هناك اي استقرار وسعر النفط انخفض في شكل كبير». وتؤكد باريس وحدة المؤسسات الاقتصادية في ليبيا مثل المصرف المركزي ومؤسسة النفط وسلطة الاستثمارات باعتبار انه اذا قضي على وحدة عمل هذه المؤسسات يموت البلد. وقال المصدر ل «الحياة» ان «هناك مالاً (في ليبيا) والمعاشات تدفع والتسوية ممكنة وليست مستحيلة، لكن ينبغي دفع كل الاطراف اليها. وتعتبر باريس ان السراج يجب ان يكون فوق الاحزاب وان من الضروري توحيد الغرب الليبي والشرق حيث يحظى حفتر بشعبية نسبية ولكن ليس في كل الأماكن، في حين انه «مرفوض ومكروه في الغرب»، كما يقول الفرنسيون. وترى باريس أن من الضروري إعادة بناء الدولة وجيش يخدم الجميع، وانه ينبغي أن يتوحد الجميع تحت سلطة سراج مع توحيد القوات وإيجاد آلية تمكن كل طرف من ايجاد مكان في الآلية لبناء قوة عسكرية موحدة. وكل ذلك مرتبط بعملية مصالحة وطنية وباريس تعمل للدفع نحو هذا الاتجاه، وذلك اعداداً لمرحلة ما بعد سرت والتخلص من «داعش» الذي يضم مسلحين من ليبيين وتونسين وأجانب آخرين. ويجري وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت اتصالات حول ليبيا مع الجانب الأميركي والمصري والاماراتي والقطري من اجل دفع المسار التوحيدي في تلك البلاد.