مكسيكو - ا ف ب - اعلنت السفارة الاميركية في مكسيكو ان الولاياتالمتحدة قررت اغلاق قنصليتها في مدينة سيوداد خواريس الحدودية في شمال المكسيك حيث تدور حرب طاحنة بين عصابات تهريب المخدرات. وسيوداد خواريس هي اخطر مدينة في المكسيك بسبب النزاع بين عصابات المخدرات الذي اسفر عن سقوط حوالى سبعة آلاف قتيل منذ بداية السنة الجارية. وتقترب حصيلة ضحايا هذا النزاع من 25 الف قتيل منذ كانون الاول/ديسمبر 2006 تاريخ وصول الرئيس فيليبي كالديرون الى السلطة في المكسيك واعلانه الحرب على المهربين التي جند لها خمسين الف عسكري. وبلغت حصيلة ضحايا النزاع الذي يدور بين عصابات المخدرات نفسه، وبين هذه العصابات وقوات الامن ايضا العام الماضي تسعة آلاف قتيل. وفي آخر تطورات هذه الحرب، اعلنت وزارة الدفاع المكسيكية ان ايناسيو "ناشو" كورونيل احد اكبر ثلاثة قادة لكارتل "سينالوا" لتهريب المخدرات قتل خلال هجوم للجيش في ضواحي غوادالاخارا (غرب المكسيك). وقال نائب وزير الدفاع ادغار رويز في مؤتمر صحافي ان كورونيل قتل "خلال محاولته الفرار" وبعدما اطلق النار على عسكريين حضروا لاعتقاله في زابوبان، احدى ضواحي غوادالاخارا. واضاف ان "ناشو" قتل عسكريا وجرح آخر برصاص. وكورونيل كان احد القريبين من يواكين غوزمان، الملاحق الابرز في المكسيك كونه الذي يتزعم كارتل سينالوا. وكورونيل يوصف ايضا بانه "ملك الكريستال" في اشارة الى سيطرته على انتاج وتوزيع نوع قوي من المخدرات يدخل الكوكايين في تركيبته ويسمى "الكريستال"، في اسواق اميركا الشمالية. وكانت الولاياتالمتحدة رصدت خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود الى اعتقاله. واوضح ان العسكريين قاموا باعتقال فرانشيسكو كوينونيس الذي يعتبر مساعده ايضا. ويشكل مقتل كورونيل واحدة من اقسى الضربات التي وجهت الى تهريب المخدجرات وافدح خسارة يواججها كارتل سينالوا في عهد كالديرون. وزار كالديرون الخميس غوادالاخارا لعقد اجتماع مع رؤساء الشركات وتدشين ستاد رياضي. واكد مجددا في هذه المناسبة ان حكومته "ستواصل محاربة الجريمة المنظمة بحزم". وقال نائب وزير الدفاع ان كورونيل "كان في منزل في منطقة كوليناس دي سان خافيير". وروى جيران ان مروحيات حلقت فوق المنطقة بينما كان الدنود يطوقون الحي. وقالت شاهدة في الحي ان "المروحيات حلقت على علو منخفض جدا ومنعنا من مغادرة منازلنا. بعد ذلك سمعنا اطلاق نار ودوي انفجارات". وكورونيل (56 عاما) الملقب ب"المهندس" هو احد ثلاثة زعماء لقيادة كارتل سينالوا. اما الزعيمان الآخران فهما جواطين غوزمان الملقب "ال شابو" واسرائيل زامبادا المعروف باسم "ال مايو" ايضا. وقال نائب وزير الدفاع انه كان "يسيطر على تهريب الكوكايين" على "طريق المحيط الهادىء"، موضحا انه كان يدير عمليات التهريب على نطاق واسع في غرب المكسيك. وكورونيل بدأ عمله في التسعينات لدى اهم بارونات المخدرات حينذاك امادو كاريو فوينتس الذي توفي في 1996. وقد اتحد مع كارتل سينالوا في 2001 واصبح في اقل من عشر سنوات احد اهم زعمائه. ومن العوامل الاساسية لصعوده زواج ابنة احد اشقائه بغوزمان. من جهة اخرى، اعلن القضاء المكسيكي العثور على جثث 15 شخصا بينهم امراتان، تحمل اثار تعذيب وجروح بالرصاص الخميس على طريق شمال شرق البلاد. وعثر على الجثث في ولاية تاماوليباس على طريق تؤدي من سيوداد فيكتوريا الى ماتاموروس المحاذية لمدينة براونسفيل الاميركية في تكساس، حسبما ذكرت المصادر نفسها. واوضحت السلطات ان الجثث كانت "مكبلة الايدي ومعصوبة الوجوه مع اثار تعذيب وكسور في الجمجمة يبدو انها ناتجة من اسلحة". وتحمل كل الجثث حرف "زد" على قمصانها، في اشارة الى كارتل "زيتا" على الارجح. وفي مكسيكو، قالت السفارة في بيان ان "القنصلية في سيوداد خواريس ستغلق اعتبارا من (اليوم) الجمعة وستبقى كذلك حتى مراجعة الاجراءات الامنية واتخاذ قرار رسمي في هذا الشأن". وكانت عصابات تهريب المخدرات استخدمت في منتصف تموز/يوليو وللمرة الاولى سيارة مفخخة لقتل شرطيين اثنين في سيوداد خواريس على الحدود مع ولاية تكساس الاميركية. واغلقت القنصلية في آذار/مارس موقتا بعد مقتل اميركيين احدهما موظفة قنصلية، وموظف مكسيكي. ويلقى كالديرون دعم الولاياتالمتحدة في حربه ضد عصابات المخدرات. لكن المعارضة تتهمه بالتسبب في زيادة العنف.