في الوقت الذي يستمتع خلاله الكثير من الناس بإجازاتهم في عدد من الدول العربية والأوروبية، رافقت فتوى إباحة «الغناء» التي أدلى بها الإمام والخطيب عادل الكلباني حقائب بعضهم، متّخذينها «ذريعة» لهم داخل دول تقام فيها الحفلات الغنائية التي يحييها مجموعة من «المغنيين»، إذ وافقت هذه الفتوى أهواءهم ورغباتهم، بصرف النظر عن مدى اقتناعهم بها، فهي في نهاية المطاف صدرت من شخص تعارف الناس على أن يطلقوا عليه مسمى «شيخ»، مستندين على المثل الشائع «ضع بينك وبين النار (مطوّع)» سواء أكان قادراً على الإفتاء أم لم يكن. ومن دبي إلى بيروت مروراً بالقاهرة وغيرها، يمكن للأسماع أن تلتقط نغماً، إلا أن الفارق بين الماضي والحاضر يكمن في أن الاستماع سابقاً تصاحبه أحياناً قناعة بحرمته، أما الآن فالحجّة تبدو جليّة وتتمثّل في «الكلباني أباح»، وبالتالي فإن «الارتياح» في أوجّه، ما يعني أنه قدّم إهداء بالغ الأهمية لأشخاص عاشوا في بيئة تحرّم «الغناء» بجميع أشكاله وألوانه. تبدو هذه الفتوى هي الأكثر بروزاً بين شقيقاتها من الفتاوى التي تزامنت معها، على رغم أن مصدّرها لم يشتهر بأنه «مفتٍ»، وإنما قارئ يؤم المصلين ويخطب فيهم، غير أن فتواه استطاعت أن تشكّل جدلاً واسعاً في الوسط المحلي من عامة وخاصة.