شن مقاتلو المعارضة السورية الهجوم الرئيس الأول على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في جنوب غربي حلب، أمس، لاستعادة أراض بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم عندما شدد الجيش وحلفاؤه الحصار على المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وقالت غرفة عمليات للمعارضة المسلحة تضم جبهة «فتح الشام» المشكلة حديثاً و«أحرار الشام»، إن قوات المعارضة سيطرت على مواقع في المناطق الجنوبية الغربية التي تسيطر عليها الحكومة في حلب في الساعات القليلة الأولى من بدء المعركة التي تهدف إلى كسر الحصار الذي فُرض على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الهجوم يعد أكبر حملة عسكرية شنتها قوات المعارضة ضد القوات الحكومية التي يساعدها مقاتلون أجانب، وخصوصاً مقاتلين مدعومين من إيران في حلب، منذ تصاعد القتال في الأشهر الأخيرة. وأضاف أن القوات الجوية كثفت غاراتها على مواقع المعارضة في حي الراشدين وبستان القصر، إضافة إلى خان طومان الذي تسيطر عليه المعارضة في الريف الجنوبي لحلب، ومناطق أخرى في المدينة. وقال الجيش السوري في وسائل الإعلام الرسمية إن قوات المعارضة شنت هجوماً، لكنه أوضح أن «مقاتليه صدوا المعارضين من قاعدة مدفعية تابعة إلى القوات الجوية ونفى سيطرة قوات المعارضة على مدرسة الحكمة». وما زال ربع مليون مدني يعيشون في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب تحت الحصار في شكل فعلي، منذ قطع قوات النظام الطريق الأخير المؤدي إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في مطلع تموز (يوليو) الماضي. وسيطرت قوات النظام بدعم من مقاتلين متحالفين معه وهجمات جوية من الطائرات السورية والروسية في الأسبوع الماضي على مناطق مهمة عند الطرف الشمالي من حلب، حول طريق الكاستيلو الذي يؤدي إلى الخروج من حلب وشمالاً نحو تركيا. وسيطرت أيضاً في شكل كامل على منطقة بني زيد عند الطرف الجنوبي من طريق الكاستيلو وحشدتا قوات للقيام بهجمات جديدة داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.