تفاعلت الساحة الحزبية الإسرائيلية اليوم مع الكشف عن مضمون لقاء تم بين رئيس المجلس العام لحزب "كديما" المعارض النائب الأول سابقاً لرئيس الحكومة حاييم رامون وكبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات قام خلاله رامون، وفقاً لإفادة شاهد عيان إسرائيلي، بحض عريقات على عدم التجاوب مع مطلب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الدخول في مفاوضات مباشرة "لأنه لا جدوى من هذه المفاوضات لأن نتانياهو لن يستجيب لأي من المطالب الفلسطينية ولن يعطيهم شيئاً". ودان نواب من اليمين الإسرائيلي، وحتى من حزب "كديما"، موقف رامون رغم أن الأخير اعتبر المنسوب له كلاماً مشوهاً وإفادة لا أساس من الصحة لجزء كبير مما جاء فيها". واعتبر بعض النواب سلوك رامون "خيانة" تستحق الإدانة والمحاسبة القانونية. وقال "شاهد العيان" الذي رفض الكشف عن هويته للإذاعة العامة إن اللقاء تم قبل ثلاثة أسابيع في مطعم فندق في القدسالشرقيةالمحتلة وأنه جلس إلى طاولة محاذية لطاولة رامون وعريقات "وسمعت رامون يقدم نصائح لعريقات كأنه مستشار للفلسطينيين". وتابع الشاهد، الذي رفض الكشف عن كيفية توثيق اللقاء، أن رامون أكد لعريقات أنه جاء للقائه بتوصية من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز "وبدعم طرف ثالث" لم يكشف عنه وإن فُهم أنه يقصد مسؤولا كبيراً في الحكومة. وأضاف الشاهد أن رامون رد على حديث عريقات بأن الفلسطينيين سيطالبون بعودة 100-200 ألف لاجئ فلسطيني إلى ديارهم في حدود العام 1948 في إطار حل قضية اللاجئين بالقول إن الفلسطينيين رفضوا اقتراح رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت بعودة 30 ألف لاجئ، "ولا احتمال لأن يقدم نتانياهو اقتراحاً أفضل ولذلك ما من جدوى في الانتقال الى المفاوضات المباشرة”. ونفى عريقات في حديث إلى الإذاعة الإسرائيلية العامة النبأ وقال إنه يندرج في إطار "اللعبة السياسية الداخلية القذرة في إسرائيل التي لا أريد أن أكون جزءاَ منها"، مضيفاً أن الفلسطينيين لا يتلقون التوصيات أو التعليمات من أي من الشخصيات الإسرائيلية. يُذكر أن نتانياهو كان ألمح في حديثه أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الاثنين الماضي إلى أن جهات إسرائيلية تعمل على عرقلة المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.