قال المخترع السعودي مهند جبريل أبو دية إن «انتشار ثقافة الاختراع في المجتمع، لا يعني مردوداً قريباً، وإنما في السنوات المقبلة، سيكون للمملكة مساهمات واضحة في عالم الاختراعات»، مشيراً، في دورة «أساسيات ومراحل الاختراع» في البرنامج «الإثرائي الصيفي للموهوبين»، الذي استضافته جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إلى «وجود 800 مخترع سعودي، إلا أن عدد من قام بتسويق اختراعاتهم لا يتجاوز ثمانية مخترعين». وقدم أبو دية في الدورة التدريبية، التي أقيمت في مقر البرنامج «الإثرائي» في سكن طلاب الجامعة، أساسيات ومراحل الاختراع، ابتداءً من الفكرة، ووصولاً إلى المنتج الابتكاري. وتضمنت الدورة أنشطة مكثفة ومركزة مع تطبيقات عملية تحاكي المراحل الفعلية لعملية الاختراع. وأشار إلى أن «عملية الاختراع تبدأ بوجود دافع ناتج عن تلمس المخترع للمشكلات القائمة، وإدراك احتياجات الناس، في شتى المجالات، لأن الحاجة أم الاختراع». وقال إن «الاختراعات مهما كانت بسيطة، تغير العالم وتلازم الناس في جميع مظاهر الحياة»، مضيفاً أن «الاختراع الناجح يبدأ بتحديد الحاجة أو المشكلة، ثم إيجاد أفكار لحلها، والتركيز على اختراع محدد، يلي ذلك مرحلة التنفيذ، ثم التسويق». وأضاف أن «للفكرة الاختراعية المناسبة أربعة شروط، وهي أن تكون فكرة جديدة وذات جودة عالية وقابلة للتنفيذ، وذات جدوى اقتصادية مشجعة». وأكد على «أهمية تسويق الابتكارات»، موضحاً أن «العناصر الأساسية في عملية التسويق، أن يكون لدى المخترع نموذج حي لاختراعه وخطة عمل ودراسة جدوى، وتزكيات من مختصين وملف دعائي». وقال إن «العناصر تشجع الشركات ورجال الأعمال على شراء المنتج وتسويقه». وأشار إلى أن «تسويق الاختراع مسؤولية المخترع، ويعتبر التسويق أحد أهم التحديات في مراحل الاختراع»، موضحاً أن «السعودية فيها 800 مخترع سعودي، ولكن عدد الذين قاموا بتسويق اختراعاتهم لا يتجاوز ثمانية مخترعين». وبين أن «وضع الاختراع في المملكة شهد انطلاقة قوية أخيراً، بمتابعة ودعم واهتمام شخصي من جانب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، ما ساهم في نشر ثقافة الاختراع، وأخذت المملكة للاتجاه الصحيح، ولكن لا نتوقع مردوداً آنياً لانتشار هذه الثقافة، ولكن في السنوات المقبلة، سيكون للمملكة مساهمات واضحة في عالم الاختراعات». وأوضح أنه في «ظل هذه الجهود والاهتمام بالاختراع، ستصل منجزاتنا الفكرية للأسواق العالمية، وسيكون له مردود كبير على المستوى الاقتصادي والمعرفي والتقني في المملكة، وستشكل المعرفة رافداً قوياً للاقتصاد الوطني، ولكن هذا التحول يحتاج إلى مزيد من الوقت». مهند أبو دية مع الطلاب في إحدى جلسات الدورة. (الحياة)