رفضت الخرطوم في شدة تقريراً أممياً يرسم صورة قاتمة للأوضاع في دارفور ويتهمها بفرض قيود على تحركات القوة الدولية الافريقية المشتركة في الإقليم، واعتبرتها باطلة تشكك في صدقية المنظمة الدولية. وقالت إن المروحية الروسية التي تاهت في دارفور لم يحتجزها متمردون وإن أحد طياريها الروس ضل طريقه ولا يزال مفقوداً. وأكد مندوب السودان في الأممالمتحدة السفير عبدالمحمود عبدالحليم أن الخرطوم لم تضع «أية قيود على الاطلاق» على تحركات قوة حفظ السلام الدولية، موضحاً أن الموظفين الدوليين الذين يكتبون مثل هذه التقارير يقللون من شأن الأممالمتحدة وصدقيتها. وقال عبدالمحمود ل «الحياة» ان مثل هذه التقارير «تعيد استنساخ الادعاءات الباطلة»، مبيناً أن الأوضاع في دارفور و «بشهادة الآلية الثلاثية» التي تضم الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي وحكومته، تحسّنت وصارت أفضل بكثير مما كانت عليه، مشيراً إلى أن مجلس الأمن قرر تمديد فترة «يوناميد» التي ينتهي تفويضها نهاية الشهر الجاري عاماً آخر. وكان رئيس بعثة «يوناميد» ابراهيم غمباري أكد أمام مجلس الأمن أن عملية السلام في دارفور وصلت إلى منعطف حرج، مع تدهور الوضع الأمني، فيما تقدمت إلى حد ما عملية المفاوضات الجارية في الدوحة. وقال في تقرير وزعته البعثة المشتركة في الخرطوم إن هناك مؤشرات مشجعة يمكن أن تؤدي إلى توقيع اتفاق لإنهاء النزاع الدائر في الإقليم منذ سبع سنوات. وأفاد «أن منظمات المجتمع المدني تشارك بصورة أكبر في المحادثات وتبدي حكومة السودان التزاماً كبيراً بالمفاوضات، كما أن قيادات الحركات المسلحة المعارضة إما (أنها) تشارك أو تعبّر عن رغبتها في المشاركة في المحادثات». وأشار المسؤول الدولي إلى أن «يوناميد» بدأت أيضاً عميلة حوار سياسي داخل دارفور تهدف إلى منح منظمات المجتمع المدني صوتاً أكبر في السلام. إلى ذلك، قالت الحكومة السودانية أن المروحية الروسية التي تعمل مع البعثة الأممية الافريقية في دارفور «يوناميد» كان على متنها أربعة روس وخمسة سودانيين هبطت اضطرارياً بسبب سوء الأحوال الجوية في ولاية جنوب دارفور ولم يحتجزها المتمردون. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني المقدم الصوارمي خالد سعد، في بيان، إن المروحية التي تعمل مع الأممالمتحدة كانت في رحلة من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور إلى ولاية جنوب دارفور، وهبطت اضطرارياً لسوء الاحوال الجوية قرب منطقة كاس، في منطقة موحلة «غرزت فيها الطائرة». وقال إن أحد أفراد طاقم الطائرة ضل الطريق بعد خروجه منها في محاولة منه لإيجاد وسيلة لإجلاء الركاب.