غادر بيروت صباح أمس رئيس الحكومة تمام سلام إلى المغرب، ومنها إلى نواكشوط في موريتانيا لترؤس وفد لبنان إلى القمة العربية، يرافقه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس حيث سيلقي كلمة لبنان في الجلسة العامة للملوك والرؤساء والأمراء الذين سيرأسون وفود بلدانهم، ثم يعود الى بيروت غداً الثلثاء. وعلمت «الحياة» أن سلام بقي على اتصال حتى مساء أول من أمس مع سفير لبنان في الجزائر غسان المعلم الذي كان مكلفاً حضور الاجتماعات التحضيرية على مستوى وزراء الخارجية أمس في نواكشوط، لمتابعة المناقشات الجارية لمسودة القرارات التي ستصدر عن القمة وللبيان الختامي، بعد أن كانت الاجتماعات التي انعقدت على مستوى المندوبين قبل أيام شهدت مناقشات حول البند المتعلق بلبنان، وقالت مصادر حكومية ل «الحياة» إن عدداً من الدول الخليجية، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر، أبلغت ممثلي الدول العربية على مستوى المندوبين قبل 3 أيام أنها تنأى بالنفس عن تأييد بند «التضامن مع لبنان» الذي يتضمن فقرات عدة كانت تدرج تقليدياً في مقررات وزراء الخارجية العرب والقمة العربية وتتناول دعمه في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لبعض أراضيه، وقواه الأمنية في مواجهة الإرهاب، ومساندته في معالجة أزمة النازحين... إلخ، وجاء الموقف الخليجي لسببين، الأول رداً على الموقف السابق الذي اعتمدته الخارجية اللبنانية آخر العام الماضي في القاهرة خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بالنأي بالنفس عن إدانة تدخل إيران في الدول العربية، الذي أغضب دول الخليج إثر الاعتداء في طهران على السفارة السعودية وفي مشهد على قنصليتها، وعاد مجلس الوزراء فصححه بقرار صدر عنه يؤكد التضامن مع الدول العربية في مواجهة التدخلات الخارجية، ثم في القمة الإسلامية في إسطنبول في آذار (مارس) الماضي حين وافق الوفد اللبناني برئاسة سلام على البند المتعلق بإدانة تدخلات إيران في شؤون الدول العربية، وتسببها بتقويض استقرارها، لكنه تحفظ على وصف «حزب الله» بالإرهابي لأسباب تتعلق بالوحدة الوطنية اللبنانية وكون الحزب ممثلاً في الحكومة والبرلمان. والسبب الثاني لنأي دول خليجية بنفسها عن بند التضامن مع لبنان، هو أن الجانب اللبناني عاد فتحفّظ على تعبير يصف «حزب الله» بأنه إرهابي في نص البند المتعلق بإدانة تدخلات إيران في الدول العربية، ومطالبتها بوقفها «والكف عن دعم جماعات وتنظيمات إرهابية وتخريبية، ومنها حزب الله». وعلمت «الحياة» أن تحفظ المندوب اللبناني عن وصف الحزب بأنه «إرهابي» في فقرتين من هذا البند، لم يحل دون موافقته على بقية ما ينص عليه من إدانة التدخلات الإيرانية، خصوصاً أن وزراء الخارجية العرب كانوا شكلوا في اجتماعهم في آذار الماضي في القاهرة لجنة رباعية لمتابعة تنفيذ هذا البند، والتصدي لتدخلات طهران، قدمت تقريراً أشار إلى استمرار إيران في تصعيدها «الخطير لمستوى وحجم تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية وتزايد التصريحات العدائية والتحريضية والاستفزازية من المسؤولين الإيرانيين إزاء الدول العربية». واللجنة مشكلة من وزراء خارجية مصر، السعودية، الإمارات والبحرين، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط. وذكرت المصادر الحكومية ل«الحياة»، أن الرد الخليجي على التحفظ اللبناني حيال وصف «حزب الله» بأنه إرهابي، بالنأي بالنفس عن بند التضامن مع لبنان، سبق أن حصل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة أيضاً، بعد أن جرى التعديل في هذا البند. وأفادت المصادر أن اتصالات جرت أمس في نواكشوط تولاها الجانب الكويتي، من أجل سحب النأي بالنفس الخليجي عن بند التضامن مع لبنان، طالما أن لبنان أيد البند المتعلق بإدانة تدخلات إيران في الدول العربية وأن الجهد الكويتي تواصل أول من أمس السبت وأمس الأحد.