وصل رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام الى إسطنبول مساء أمس، للمشاركة في أعمال القمة ال13 لمنظمة التعاون الإسلامي، والتي تكتسب أهمية قصوى في ظل التطورات الساخنة في المنطقة سواء المتعلقة بسورية ام العراق ام ليبيا ام اليمن وفي ظل التأزم الايراني - العربي، لا سيما الخليجي. وفيما تترقب أوساط الدول المشاركة في القمة وعددها 57 دولة ما اذا كانت القمة ستشهد انفراجاً ما في العلاقة التركية - المصرية بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مصر ثم تركيا، فإن الجهود التحضيرية لاجتماع رؤساء الدول الحاضرين أنجزت قبل يومين مسودة البيان الختامي الذي يتألف من 180 بنداً تتناول اضافة الى القضايا السياسية والأمنية مسائل تتعلق بالثقافة والتربية وكل اوجه العلاقات الإسلامية. وفي ما يخص لبنان تتجه الأنظار الى موقفه في ما يتعلق بالأزمة بينه وبين دول الخليج العربي التي نجمت عن تحفظه السابق في مؤتمري وزراء الخارجية العرب في القاهرة في كانون الثاني (يناير) الماضي ومنظمة التعاون الإسلامي في جدة في الشهر المذكور أيضاً على إدانة التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية وعلى الاعتداء على السفارة والقنصلية في ايران ما تسبب بغضب سعودي وخليجي. ويفترض ان تسلط الأضواء خلال قمة إسطنبول على اللقاءات الثنائية الجانبية التي يمكن ان تحصل نظراً الى تأثيرها في معالجة بعض الأزمات بين بعض الدول في شأن القضايا الإقليمية الشائكة. وقال مصدر لبناني ل «الحياة» إن الموقف اللبناني في إسطنبول أفضل وأكثر تقدماً مما كان عليه في القاهرةوجدة. وكان لبنان وافق على مشروع البيان الختامي الذي أعده اجتماع الخبراء ثم بحثه وزراء الخارجية أول من أمس، وتناول رفض التدخلات الإيرانية في دول المنطقة، لا سيما الدول العربية وإدانة الاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين في ايران، لكنه تحفظ عن الفقرة المتعلقة ب «حزب الله». وكانت المملكة العربية السعودية تقدمت باقتراح الى البيان الختامي يدين من خلاله المؤتمر «حزب الله لقيامه بأعمال إرهابية في سورية والبحرين والكويت واليمن ولدعمه حركات وجماعات إرهابية تزعزع أمن واستقرار دول أعضاء في المنظمة». وتحفظت دول الجزائروايران واندونيسيا ايضاً عن هذه الفقرة. اما الوفد العراقي فطلب مراجعة حكومته قبل إعطاء موقف بلاده. لكنه لم يعطِ جواباً حتى ظهر أمس. والفقرة المتعلقة ب «حزب الله» جرى اقتراحها في اجتماع الخبراء وبحثت ايضاً خلال اجتماع وزراء الخارجية أول من أمس، الذي مثل لبنان فيه سفيره لدى السعودية عبدالستار عيسى فتحفظ عنها انسجاماً مع الموقف اللبناني الرسمي، باعتبار الحزب «مكوناً من المكونات اللبنانية وعضواً في البرلمان والحكومة». وقالت مصادر رسمية «إلا ان لبنان كان له موقف مختلف عن اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة الذي كان تحفظ عن قراراته في حينه، ما تسبب بموقف من السعودية ودول الخليج. وهو لم يعترض على مشروع بيان إسطنبول الختامي ولم ينأ بنفسه عنه كما حصل في جدة». وكان سلام غادر الى إسطنبول على رأس وفد وزاري وستكون له كلمة في المؤتمر تتعلق بالتطورات، كما ستكون لسلام، وفق مكتب السراي الاعلامي لقاءات عدة مع عدد من القادة المشاركين في القمة. وضم الوفد المرافق لسلام وزراء: الخارجية جبران باسيل والمال علي حسن خليل والزراعة أكرم شهيب والبيئة محمد المشنوق.