لبنان في ورطة ...السواد الأعظم من الشعب اللبناني- عدا الحكومة اللبنانية ومجلس النواب و معظم قيادات الأحزاب -يدينون حزب الله منذ استفحال أمره ...ومع تصنيفه حزبا ارهابيا من مجلس التعاون الخليجي ، الذي جاء بعد خطوات تعطي رسائل للحكومة اللبنانية أن تحزم أمرها وتعلن بيانا رسميا بإدانة إيران باعتدائها على سفارة المملكة بطهران وقنصليتها بمشهد ، وإدانة حزب الله بمواقفه المعادية وخلاياه الارهابية وجواسيسه بدول الخليج . في حين كانت دول المجلس وعلى رأسها المملكة ، تنتظر خطوة من الحكومة اللبنانية بإدانة صريحة لتصرفات الحزب ولوزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل الذي اعترض على قراري الجامعة العربية في القاهرة ،وباجتماع منظمة التعاون الاسلامي في جدة بإدانة النظام الإيراني بالاعتداء على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد ، واللافت أنه بالرغم من علاقة الدولة العراقية مع النظام الإيراني إلا أن وزير خارجيتها إبراهيم الجعفري لم يعترض على القرارين بل تحفظ عليها ،وتزامن ذلك مع مباشرة السفير السعودي ببغداد بعد قطيعة دامت أكثر من عقدين ، وهنالك فرق بين التحفظ والاعتراض ، ورفض القرار ،وهاهم وزراء الداخلية العرب وافقوا على اعتبار حزب الله حزبا ارهابيا ..عدا لبنان والعراق ... ومن البديهي أن يكون ملف الطلب السعودي بخصوص اعتداءات إيران على سفارتها وقنصليتها في طهران ومشهد ،حاضرا على طاولة مجلس الوزراء قبيل سفر وزير خارجية لبنان ، بيد أن حكومة لبنان رأت النأي بالنفس ، وهذا ما تكرر بعد انعقاد جلسة للحكومة اللبنانية عن قرار المملكة بتحذير مواطنيها السفر إلى لبنان ، ثم تبعتها دول الخليج وخاصة الامارات والبحرين ثم الكويت وقطر ، بقرارات بين تخفيض حجم البعثات الديبلوماسية لأدنى مستوى ، ومنع مواطنيها السفر إلى لبنان ، ومع هذا كله ، خرج بيان الحكوة اللبنانية مخيبا للآمال ، ثم لمسح ماء الوجه (تمام سلام ) ألقى خطابا له خارج قاعة مجلس الوزراء اللبناني بعد البيان (المسخ) لا يمكن أن تعتبره أي دولة إلا تعبير عن موقف شخصي .والواضح أن حكومة لبنان لا ولم ولن تجرؤ على إصدار أي قرار يُغْضِب " السيد حسن " حزب الله جعل من أي حكومة في لبنان مجرد حكومة تصريف أعمال دائمة حتى مع وجود رئيس جمهورية أ لاصراره على الثلث المعطل ليتحكم بكل قرار يصدر من مجلس الوزراء أو رئيسه أو أي وزير والشاهد على ذلك إطلاق المحكمة العسكرية لميشيل سماحة المقرب من حزب الله ومن بشار ومن جانب آخر ، فالدستور اللبناني نفسه يعطي رئيس الحكومة الحق بتعيين وزراء بدلاء بالوكالة ... والتحجج بأنه من الصعب إقالة وزير الخارجية لأن مرسوم الاقالة لا بد من وجود رئيس جمهورية يعتمد المرسوم ... فهل كان على رئيس مجلس الوزراء أن يصدر قرارا يدين حزب الله بتعطيله جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية ، الجواب لا ... كون الدستور لم يحدد سقفا لعدد الجلسات ... وهذا شأن داخليٌ ... فهل رئيس مجلس الوزراء يستطيع توجيه وزير الخارجية بالموافقة على قرار إدانة إيران بالجامعة العربية ، وبمنظمة التعاون الاسلامي ، التبرير (لا) باعتبار أن أي قرار لابد أن يتم اتخاذه بتصويت مجلس الوزراء ...بما فيه من وزراء حزب الله ... بينما الواقع يستطيع لولا خشيته من حزب الله ... حسناً ، ألم يكن باستطاعة الرئيس تمام سلام أن يوجهه على أقل تقدير باجتماع منظمة التعاون الإسلامي بالتحفظ ليعوض عن رفضه للقرار باجتماع وزراء الخارجية العرب، وهذا يؤكد ما قاله تمام سلام دائما " النأي بلبنان " وخشية على السلم الأهلي . والتحفظ يعني الحياد ، أما الاعتراض على القرارين يعني عدم الحياد بل الانحياز إلى جانب إيران ... مراعاة لخاطر حزب الله الذي لم يجلب للبنان سوى الدمار والعزلة والتخلف ،فيما لبنان الرسمي وضع الدول العربية كافة في كفة وإيران في كفة ... وشماعة السلم الأهلي كلمة حق أريد بها باطل بل أنهم يدفعون الثمن حين كانت الأحزاب الأخرى كافة تطالب بجلسات الحوا ر التي قادها رئيس الجمهورية الأسبق ايميل لحود والذين كان مدينا لسوريا بوصوله للرئاسة ، لم يستطيع طرح سلاح حزب الله ، بالرغم من مطالبات بقية الأحزاب اللبنانية..و نظرا لاستهانة حزب الله بكل مكونات الدولة اللبنانية ، وصل لدرجة أنه عند تشكيل أي حكومة وقبل عرضها للبرلمان للتصويت عليها ، أن يتم الاطلاع على بيان الحكومة ، وبالفعل اصر في إحدى جلسات الحوار على أن يتضمن الاعتراف بأهمية بقاء السلاح بيده ، فجاءت مقدمة بيانات الحكومات المتتالية أن الجيش والشعب المقاومة يدافعون عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه ، والمقاومة هنا تعني حزب الله ... الموقف من قرار مجلس التعاون اليوم بتصنيف حزب الله اللبناني منظمة ارهابية ، أحدث إرباكاً بداخل لبنان حتى خصوم حزب الله السياسيين ..ومنهم سعد الحريري قال اليوم : أنه يؤيد القرار لكن تطبيقه داخل لبنان عمليا له حسابات ، وهذا يعني أنه سينهي الحوار الجاري مع تيار المستقبل الذي يتزعمه منذ شهور، واكتفى بعد ذلك بتصريح للعربية الحدث كمن يقرأ البيان : حزب الله تم وصعه على قائمة الارهاب ..ويقول الوزير شجعان قزي ممثل حزب الكتائب في الحكومة الحالية مع أنه يدين كل تصرفات الحزب وتدخلاته في لبنان خارج نطاق المؤسسات الدستورية ، وعند سؤاله عن موقف الحريري وتيار المستقبل ، قال يُسأل عنه الحريري ..وهكذا صرح الحريري وظهر بموقف المحرج ، وجاء تصريحه غامضا . أُذكر الرئيس تمام سلام بما كان صرح به رئيس مجلس النواب نبيه بري أثناء زيارته لإيران ، حين انسحب وزراء حركة أمل وحزب الله من الحكومة التي كان يرأسها فؤاد السنيورة ، بأن على السنيورة أن يتخذ ا قرارا باستبدال الوزراء المنسحبين بآخرين ...علما بأن الوزراء المنسحبين تم في وقت كان منصب رئيس الجمهورية شاغرا بعد انتهاء الولاية الثانية للرئيس أميل لحود في العام 2006...ووفقا لذلك إما أن يكون أو لا يكون رئيساً للحكومة وينظر لمصلحة لبنان الذي سيتأثر كثيرا بمقاطعته من دولة بحجم المملكة وما قدمته للبنان منذ استقلاله ، وبرهان ذلك اتفاقية الطائف والدعم الاقتصادي والمالي والنقدي والسياسي ، ومع ذلك لم تتدخل يوما في شؤونه الداخلية ومساعداتها لجميع اللبنانيين لا تستثني أتباع طائفة أو دين ... المحير الغياب شبه التام لرئيس مجلس النواب نبيه بري ..هل هو أيضا مختطف من حزب الله كما رئيس الوزراء وزعماء الأحزاب والسياسيين ، ما لاحظته على مدى خمسة أعوام التزام بري بالصمت المطبق وموقفه (لا موقف ) مما يدور في سوريا ،عدا تصريحه الوحيد عن موقف وزير خارجية لبنان ، وعن بيان الحكومة اللبنانية حين قال نعوّل على الحكمة السعودية وأنها لن تفرط بلبنان ويمكن تسوية الخلاف معها ... وكذلك وليد جنبلاط التزم الصمت ، فلا غرابة فهو سياسي انتهازي يتعلل بأنه رمانة الميزان ،لقد مال مع حزب الله وحلفائه وأطاح بحكومة سعد الحريريز الزعيم اللبناني الوحيد رئيس حزب القوات اللبنانية ، سمير جعجع هو الذي عرف بصراحته وحكمته لم يتخل عنها أبدا صدع بالحق بأن حزب الله هو من سبب للبنان صداعاً مدينا بوضوح تدخلاته في سوريا واليمن والعراق واساءته لدول الخليج والمملكة وأدانه بكل تفاصيله وتبعيته لإيران ، وكان جعجع المطالب منذ عقدين من الزمن بحصر السلاح بالمؤسسات الشرعية في الدولة الجيش والقوى اللبنانية ، ويدين " بالفم المليان " حزب الله ،وأي مسؤول لبناني لا يعمل لمصلحة لبنان بل من اجل مصالحه الشخصية وموقعه في حزبه ... ما يمارسه حزب الله في لبنان ، ازداد مع لازمة المزايدة من بعض ساسة لبنان وأحزابه ، على ما يتكؤون عليه بمبرر السلم الأهلي ، عدا سمير جعجع ، والمفروض أن يختاروا عروبتهم على خشيتهم من بطش حزب الله وليقولوها صراحة كما قالها سمير جعجع ، ليؤكدوا أنهم مع الموقف العربي الجماعي والذي سيقوي موقفهم أما تحكم حزب الله ...ومجرد زيارتهم للسفارة السعودية ببيروت وتضامنهم مع المملكة مع أنه أمر جيد ، لكن لم يكن له صفة رسمية أو تأثير دون أن يكون بمجلس الوزراء اللبناني الذي أخرج بيانا ركيكا بلا مضمون ... وأعتقد أن حزب الله سيكرر السيناريو الذي ساهم فيه هو وإيران وعلي صالح للحوثيين في اليمن ، بقضم اليمن بالقطعة في حين كان يصرح بسيادة اليمن تحت سلطة الدولة ، واستمر يغزو اليمن محافظة بعد أخرى، ويعرقل تشكيل الحكومات المتتالية ثم انسحب منها وعطل مجلس النواب ، وسجن رئيس الحكومة ثم فرض الاقامة الجبرية على رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ، وأعلن بيانا سماه دستوريا ... ... وللتبريريين الجباء الحريصين على عدم إغضاب حزب الله ولازمة الحرص على السلم الأهلي ... هل تعتقدون أنه لولا الله ثم جهود المملكة لما كانت هنالك اتفاقية الطائف ... التي ظلت وستظل محافظة على سلامة لبنان وسعادة شعبه ..فلا تزايدوا بخشيتكم على السلم الأهلي ... لستم أكثر حرصا على سلامة لبنان من المملكة ... هل ينتظر ساسة وزعماء لبنان جراء تحكم حزب الله بهم أنه سيأتي يوم ينفذ حسن نصر الله خطابه الأول الذي ألقاه بعد تنصيبه امينا عاما لحزب الله بأن يجعل من لبنان دولة تابعة لولاية الفقيه في إيران ، وما تعطيل انتخاب رئيس جمهورية ، وتكبيل حكومة ، ومجلس نواب عمليا هو الحاكم غير المتوج للبنان ، بل يعتبر الآن كما هو خامنئي في إيران ، المرشد الأعلى ...للبنان ...فقط ينتظر (الدخان الأزرق ) من معبد المجوسي خامنئي .