فر أكثر من خمسة آلاف شخص من مدينتي الشرقاط، شمال محافظة صلاح الدين، والقيارة جنوب مدينة الموصل، متجهين نحو معاقل الجيش العراقي في موجة جديدة من النزوح بدأت منذ أيام مع شروع قوات الأمن بعمليات عسكرية في المنطقة تحضيراً لعملية تحرير الموصل، فيما وصلت قوات من «سرايا السلام» إلى المنطقة. وقال مدير دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة صلاح الدين فزع محمد، ل «الحياة» أمس إن «السلطات العراقية الأمنية تمكنت من إجلاء 5100 شخص فروا من الشرقاط والقيارة»، موضحاً أن «وضع النازحين كان صعباً وقاسياً بسبب ارتفاع حرارة الطقس والجوع الذي رافقهم». وأضاف أن «الوزارة قدمت لهم مساعدات غذائية وطبية عاجلة، إلى جانب جهد المنظمات المحلية التي تعمل بالتوازي مع الجهد الحكومي»، وأشار إلى أن «أعداد النازحين تتزايد في شكل لافت في صلاح الدين ونينوى ما يتطلب عملاً إضافياً ودعماً متزايداً من كل الجهات الحكومية والمدنية المحلية والدولية». إلى ذلك، أبلغ مصدر أمني في قيادة عمليات صلاح الدين «الحياة» أمس أن قوات من «سرايا السلام» الجناح العسكري للتيار الصدري تحركت من بغداد وسامراء ووصلت أمس إلى محيط الشرقاط لغرض المشاركة في عملية التحرير. وتابع أن «أربعة انتحاريين بسيارة مفخخة استهدفوا الجيش العراقي جنوب الشرقاط وأوقعوا قتيلين وخمسة جرحى»، وأضاف أن تنظيم «داعش» سمح للأهالي بالخروج من بعض مناطق الشرقاط. وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمر «سرايا السلام» بالتوجه نحو الشرقاط مع انباء تعرض آلاف النازحين من سكانها الى ظروف إنسانية صعبة، وقال في بيان إن «هذا أمر عسكري مني إلى سرايا السلام وكل محب للتنسيق مع الجهات المختصة الأمنية وغيرها للوصل إليكم من أجل إنقاذ الأهالي فوراً وبلا تأخير». من جانبه، قال النائب عن صلاح الدين، مشعان الجبوري، في بيان عن عملية إجلاء الفارين أنها «كانت أياماً استثنائية»، مضيفاً: «أن سيارة مفخخة يقودها انتحاريو وقناصو التنظيم استهدفت النازحين الفارين وأسفرت عن سقوط الكثير من الضحايا». وأشار إلى أن «عملية الإجلاء استغرقت خمس ساعات في طرق ترابية وعرة، لكنها أدت إلى توصيل آلاف الأشخاص إلى مركز النازحين في منطقة الحجاج جنوب بيجي في شمال محافظة صلاح الدين حيث تجري عمليات التدقيق الأمني». وشارك في عملية الاجلاء قوات الفرقة الذهبية وعناصر الشرطة المحلية في صلاح الدين واللواء 51 في «الحشد الشعبي». إلى ذلك، اعتبر وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الدعوات الأخيرة التي صدرت عن عدد من مجالس المحافظات في مطالبة النازحين بالعودة القسرية إلى مناطق سكناهم «انتهاكاً للدستور الذي ينص على حرية السكن والانتقال». وقال محمد في بيان إن «سبب عدم عودة العديد من الأسر النازحة الى مناطق سكناها الأصلية المحررة لعدم جاهزيتها على مستوى الخدمات والأمن فضلاً عن المنازل التي تضررت جراء العمليات العسكرية التي جرت في تلك المدن». وحض الوزير «المحافظات التي تنوي اجبار العائلات النازحة على المغادرة والعودة الى مدنها الأصلية بالعدول عن هذه الخطوة»، وطالب ادارات المحافظات المحررة بالإسراع في تهيئة الأجواء المناسبة لعودة النازحين والمتمثلة في الخدمات الصحية والماء والكهرباء.