أبقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسؤول جهاز الاستخبارات حقان فيدان في منصبه. وواصلت السلطات أمس حملة قمع واسعة ضد المتورطين في محاولة الانقلاب ومنحت الشرطة صلاحيات أوسع لاعتقال المشبوهين، وأغلقت أكثر من ألف مدرسة خاصة. وبعد انتقادات دولية شديدة أفرج الأمن عن 1200 جندي من رتب متدنية، لكن أصبح في إمكان الشرطة احتجاز المشتبه فيهم من دون تهم لمدة شهر بدلاً من أربعة أيام وفق مرسوم أصدره الرئيس التركي ونشرته الجريدة الرسمية في اليوم الثالث من حال الطوارئ. وتسببت المخاوف من أن يسعى أردوغان الى ترسيخ حكمه بصورة أكبر وقمع المعارضة من خلال الاضطهاد في توتير علاقات بلاده مع حلفائه الغربيين وإلقاء ظلال قاتمة على مساعي تركيا للانضمام الى الاتحاد الأوروبي. وفي آخر خطوة تستهدف قطاع التعليم، تقرر إغلاق 1043 مدرسة خاصة و1229 رابطة ومؤسسة، وفق الجريدة الرسمية الصادرة أمس. وأعلن أردوغان أمس ايضاً أن مسؤول جهاز الاستخبارات التركية حقان فيدان باقٍ في منصبه «رغم الإخلال الذي ظهر في استباق محاولة الانقلاب الفاشلة». والتقى الرجلان لمدة ساعتين أمس في القصر الرئاسي بأنقرة، وقال أردوغان بعدها لقناة «فرانس 24» انه «كان هناك ضعف في مجال الاستخبارات، لكن ذلك حصل ايضاً اثر اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 في الولاياتالمتحدة او الاعتداءات المتتالية في باريس من دون ان يؤدي ذلك الى تغيير رؤساء الأجهزة المختصة في الاستخبارات. وأفادت وكالة «أنباء الأناضول» الرسمية أن محمد سعيد غولن ابن اخ الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير الانقلاب الفاشل، أوقف في أرضروم على ذمة التحقيق بمحاولة الانقلاب. وقال الوزير التركي للشؤون الأوروبية عمر جيليك أمس أن شبكة غولن «أخطر من أسامة بن لادن» وأن حركته «أكثر وحشية من داعش». وأضاف أن «بن لادن كان ينفذ الاعتداءات بعد تهديد مباشر بشن عمل ارهابي لكن الآخر (غولن) يختبئ دائماً وراء مظهر هادئ من التسامح والحوار ويدير منظمة إرهابية خطيرة الى أقصى حد».