يمكن لتعب ثلاثة أعوام تكبّده طلاب وطالبات الثانويات السعودية أن يذهب سدى أمام لحظة فارقة عند بوابات القبول الجامعي، إذ أسفر الفرز الأول عن تعذر قبول الآلاف، على رغم ارتفاع معدلات التخرج من الثانوية وبقية المتطلبات من اختبارات القدرات والتحصيلي، التي يشترط توافرها للحصول على مقعد جامعي يتوج سنوات التعب الدراسي والاقتصادي، التي اشترك فيها الطالب مع ذويه. (للمزيد). خيبة أمل أخذت تتشكل رغم سعي متحدث وزارة التعليم لبث تطمينات عبر «تويتر»، لم تقدم الكثير من التفاؤل سوى بث مزيد من الشك عن مستقبل الجموع المنتظرة على شاشات القبول الإلكتروني. وما أن أعلن عن قبول بعض الجامعات يممّ السعوديون وجوههم سريعاً نحو الفضاء الإلكتروني، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالجدل في الموضوع، ودفعت حال التذمر «العالية»، بسبب انخفاض معدلات قبول الطلبة السعوديين في الجامعات، المتحدث باسم وزارة التعليم مبارك العصيمي لإعلان أن فترة القبول في الجامعات الحكومية لم تنتهِ بعدُ، وأن الوزارة ستعلن أعداد المتقدمين والمقبولين بالتفصيل الأسبوع المقبل. وطالب المغردون بمنح الأولوية للطالب السعودي في الجامعات والمعاهد السعودية، فيما نفى العصيمي أي تغيير كبير طرأ على إجمالي عدد الطلبة، الذين سيتم قبولهم هذا العام في الجامعات الحكومية عن العام الماضي، وأضاف عبر حسابه الرسمي في «تويتر»: «الطاقة الاستيعابية في كل جامعة يحددها مجلس الجامعة بناءً على توصيات مجالس الأقسام، بحسب توافر أعضاء هيئة التدريس، وبما يضمن الجودة الأكاديمية». وأردف: «قبول الطلاب غير السعوديين في الجامعات الحكومية يحكمه قرار مجلس الوزراء الموقر، الذي حدد نسبة قبول غير السعوديين بخمسة في المئة من إجمالي المقبولين». من جهتها، أوردت جامعة الأميرة نورة عبر حسابها في «تويتر» ردوداً على استفسارات الخريجات، وكان أهمها استفسار طالبة عن عدم قبولها، على رغم أن نسبتها المركبة 93 في المئة، وجاء في الرد: «يمكن أن تكوني ممن قدموا الثانوية خارج الرياض»، وشهد حساب الجامعة أسئلة عدة من الخريجات غير السعوديات، «هل أعلنت نتائج القبول لغير السعوديات الخميس»؟ ليكون رد الجامعة: «لا. السعوديات فقط». في حين، أشارت جامعة الملك سعود إلى أن الفرز النهائي سيكون (الإثنين) 20-10-1437ه، وسيتضمن ترشيح عدد من الطلاب المقبولين في جميع التخصصات، ليصل عدد المقبولين إلى ضعف الفرز الأول. وكانت العبارة الإلكترونية «نعتذر عن القبول لعدم توفر المقاعد» صدمت أمس عدداً كبيراً من خريجات المرحلة الثانوية وأمهاتهن، بعد أن اجتهدن طوال ثلاثة أعوام في هذه المرحلة، أملاً بقبولهن في إحدى الجامعات، مرجعات أسباب رفضهن إلى مزاحمة شقيقاتهن من الدول العربية لهن، بعد أن أتاحت المملكة فرصة القبول للأجانب في الجامعات السعودية.