على رغم أن الجمهور تعرّف الى أنوشكا في عالم الغناء، فإنها استطاعت أن تثبت خلال السنوات الماضية قدرتها العالية في التمثيل، وقد تميزت خلال هذا الموسم في عملين، هما «غراند أوتيل» بطولة عمرو يوسف ودينا الشربيني ومحمد ممدوح وتأليف تامر حبيب وإخراج محمد شاكر، و «سقوط حر» بطولة نيللي كريم وأحمد وفيق وصفاء الطوخي ومحمد فراج وإنجي المقدم، وتأليف مريم ناعوم وإخراج شوقي الماجري. تقول أنوشكا ل «الحياة»: «اختياراتي لأدواري الفنية يحددها أكثر من عامل، أولها النظر إلى العمل الفني عموماً واحتوائه على كل العناصر التي تؤهله للنجاح، بداية من السيناريو الجيد والمخرج المميز والجهة الإنتاجية القادرة على توفير كل الإمكانات للعمل، وانتهاء بالممثلين المشاركين فيه. أما العامل الثاني فهو الشخصية أو الدور المعروض عليّ تجسيده ومدى اختلافه عن بقية الأدوار التي جسدتها خلال مسيرتي التمثيلية. ولا يشغلني على الإطلاق حجم الدور أو مساحته، والدليل على ذلك موافقتي على الظهور كضيفة شرف في عدد من الأعمال الفنية، كان آخرها فيلم «هيبتا - المحاضرة الأخيرة». بل الأهم بالنسبة إلي هو الرسالة والهدف من هذا الدور حتى لو كان مشهداً واحداً فقط. وفي هذا العام، وفقت في عملين حققا نجاحاً كبيراً على مستوى النقاد والجمهور، وأسعدتني كثيراً ردود الفعل التي أكدت أنني استطعت الظهور في شكل مختلف تماماً في كل شخصية، وتعمدت أن يكون كل منهما بعيداً من الآخر ليس في الأداء التمثيلي فقط وإنما في الشكل أيضاً». وتضيف: «وافقت على العمل بمسلسل «غراند أوتيل» لعشقي الشديد الأعمال التاريخية التي تعيدني إلى الماضي بكل ما يحمله من جمال وروعة. والحقيقة أن المسلسل استطاع أن يقدم فترة الخمسينات في شكل مبهر للجمهور سواء في الإضاءة أو الديكورات أو الملابس والمكياج. أيضاً، جذبني في شخصية «قسمت» أنها تقترب مني في بعض الأشياء منها قوتها وشموخها وثقتها الكبيرة بنفسها، لكنها تختلف عني في أشياء أخرى منها أنها شريرة الى حد كبير. وعلى رغم ذلك أحببتها وتعاطفت معها كثيراً لأنني لمست أسباب قسوتها والمبررات والدوافع التي أدت بها إلى ما وصلت له». وتشير الى أن هذه الشخصية تمثل نقطة تحوّل في مسيرتها الفنية، بل إنها ستظل علامة يتذكرها الجمهور على مر الزمان، وتوضح أنها استعانت بمراجع وكتب تتحدث عن فترة الخمسينات مع الستايلست ياسمين القاضي للوصول إلى الشكل الذي ظهرت به خلال أحداث العمل، مشددة على أن المسلسل يركز على الرقي والأناقة وإبراز الملامح الجمالية الموجودة في تلك الفترة الزمنية. وترى أن أقوى المشاهد تلك التي جمعتها بسوسن بدر وأحمد داود، واستمتعت كثيراً بالمباراة التمثيلية التي جمعت بينهما. وعن اقتباس العمل من مسلسل إسباني، تقول أن هذا لا يعيب المسلسل، خصوصاً أن صناعه اعترفوا بذلك على التتر الخاص به، ثم إن المؤلف تامر حبيب أخذ الخطوط العريضة فقط وبدأ في تكوين خيوط درامية وأحداث مختلفة تماماً عن العمل الإسباني. وتعتبر أن مسلسل «سقوط حر» من أصعب الأعمال التي شاركت بها لأنه يعتمد على المشاعر والأحاسيس أكثر من الأداء التمثيلي، وهذا يتطلب مجهوداً مضاعفاً أثناء التصوير. وتشير الى أنها أبدت تحمّسها للدور بعدما وجدت فيه تفاصيل قريبة الى حد كبير من الكثير من النماذج الموجودة على أرض الواقع، فهي سيدة تختلف مع شقيقتها في كل شيء، وعلى رغم أنها ترى أن تصرفاتها قاسية إلا أنها تحبها وتسعى الى التقرب منها. وتقول أن الدور يظهر أنه بسيط لكنه يحمل العديد من التفاصيل التي ربما لا تظهر على الشاشة، لكنها كانت لا بد أن تركز عليها كي تقدمه في هذا الشكل. وتعترف بأن التعاون مع نيللي كريم له متعة خاصة، ولمست ذلك عندما تعاونتا من قبل في مسلسل «سرايا عابدين»، وتمنت أن تجمعهما أعمال فنية أخرى. وعن اتهام العمل بأنه يميل إلى الكآبة وعدم صلاحيته للعرض في موسم رمضان، تقول: «الحديث عن المرض النفسي من الأمور المهمة، خصوصاً أن كثراً في مجتمعنا لا يعترفون به ويحاولون إنكاره، وتسليط الضوء على هذه النوعية من القضايا أحد أهداف الدراما والفن عموماً، والعمل قدم المشكلة في شكل مختلف وجديد وأقرب إلى الواقع، كما أن الجمهور تفاعل مع كل شخصيات العمل، وتعاطف مع «ملك» أو نيللي كريم عندما دخلت مستشفى الأمراض النفسية وابتعدت عن ابنها، واستقبلت العديد من ردود الفعل الإيجابية حول العمل، والمشاهد انجذب إليه على رغم جرعة الكآبة أو الحزن التي يحملها». وعن جديدها، تقول: «هناك العديد من المشاريع الدرامية والسينمائية المعروضة علي، لكنني حتى الآن لم أحسم قراري في أي منها، خصوصاً أنني أريد التركيز خلال الفترة المقبلة على الغناء والتجهيز لحفلة غنائية في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، كما أستمع الى عدد من الكلمات والألحان لتسجيل عدد من الأغنيات قريباً».