أعرب الفنان أحمد وفيق عن سعادته بردود الفعل على دوره في مسلسل «تحت السيطرة» الذي عرض في رمضان الماضي، مؤكداً أنه كان يتوقع أن يحقق العمل النجاح لكنه لم يتوقع هذا النجاح الضخم، خصوصاً أن موسم رمضان ترتفع فيه وتيرة التنافس بين الأعمال الدرامية. وقال وفيق ل «الحياة» إن هذا المسلسل مختلف تماماً عن أي عمل قدمه طوال مسيرته الفنية، واصفاً الشخصية التي جسّدها بأنها مركبة ومعقدة، لكنها نالت تعاطف الجمهور، موضحاً أن المقصود من الدور هو ‘يجاد التعاطف مع بعض المدمنين لأنهم مرضى ويحتاجون إلى علاج. وأكد أن الجمهور استوعب الرسالة الرئيسة من المسلسل وهي الوقوف بجانب المدمن ومساعدته في التعافي والإنخراط مجدداً في المجتمع، فيما النفور منه يجعله يستمر في طريق الإدمان، ما يؤدي به إلى الانهيار والهلاك، وهذا لا يؤثر فيه فقط بل يعود سلباً على كل من حوله. وأضاف: «أسعدتني بعد عرض المسلسل حالة الوعي التي وصل اليها الجمهور، والدليل على ذلك إعلان العديد من الجمعيات المسؤولة عن علاج الإدمان زيادة إقبال المدمنين عليها للتعافي من هذا المرض بعدما شاهدوا العمل». ودافع وفيق عن المسلسل ضد الهجوم الذي طاوله من بعض من اتهمه بأنه يعلّم المشاهد سلوكيات الإدمان، قائلاً: «واضح جداً أنّ ثمة أغراضاً من بعضهم لمحاولة تشوية المسلسل، لكنّ الجمهور هو الذي رد على هؤلاء من خلال متابعة للعمل وتحقيقه أعلى نسبة مشاهدة في رمضان. وأنا أحترم كل من وجّه نقداً إلى العمل لأنني آخذ في الإعتبار النقد البنّاء، وإنما لا أنشغل في المقابل بالتشويه أو الهجوم غير المبرر ولا أعيره إهتمامي، خصوصاً أن عناصر العمل، بداية من السيناريست مريم ناعوم والمخرج تامر محسن وجهة الإنتاج «العدل غروب»، وصولاً إلى كل الممثلين المشاركين في المسلسل، لا يمكنهم أن يتاجروا بقضية مثل الإدمان أو يستغلوها لتقديم عمل فني ليس في مصلحة المجتمع والجمهور. فتاريخ كل واحد منهم في مجاله يثبت أنهم يبحثون جميعاً عن تقديم أعمال ذات قيمة وتحمل رسالة تخدم الوطن». وأضاف: «هدفنا إنهاء هذا المرض وتسليط الضوء على أضراره ومشكلاته، وهذا ما جعلني أتحمس للمشاركة في العمل، إضافة إلى رغبتي في التعاون مع نيللي كريم، لأنها نجمة حقيقية صنعها الجمهور ووضعها في مكانة عالية، وهي لم تخذل معجبيها قط بل تعمل على أن تزيد ثقتهم بها، مرّة بعد أخرى عبر كل عمل فني جديد تقدمه». وأكد أن العمل مع نيللي كريم له متعة خاصة شعر بها خلال تصوير المسلسل، «على رغم قلة المشاهد التي جمعت بيننا». وأعرب عن سعادته بالعمل مع المخرج تامر محسن الذي يعتبره من أهم المخرجين في الساحة الفنية حالياً، «لأنه يملك رؤية إخراجية مميزة وقادر على إخراج الطاقات التمثيلية من الفنان الذي يقف أمام كاميرته»، مشيراً إلى أنه اعتذر عن العديد من المسلسلات لكي يتفرغ لمسلسل «تحت السيطرة» لأنه وجد أن الشخصية تحتاج منه إلى تركيز شديد ولا يمكن أن يجمع بينها وبين العمل في أعمال درامية أخرى. وعن استعداده للشخصية قبل التصوير، قال: «أرهقت كثيراً في تجسيد أحاسيس المدمن. وبالرغم من أنني لم أجلس مع مدمن في الحقيقة فقد حددت ملامح الشخصية من خلال مجموعة الجلسات التي نظمها فريق العمل مع عدد من المتعافين وبعض الأطباء المتخصصين في علاج تلك الحالات. واكتشفت من خلال رحلة بحثي وتجهيزي للدور أن حالات الإدمان أكثر بكثير مما كنت أخال، وأنها ارتفعت كثيراً في الفترة الأخيرة». وأضاف: «لم أحاول تقليد شخصية بعينها بل حرصت أن أدخل نفسي في الظروف والحالة التي تعيشها الشخصية وأقدمها بأحاسيسي ومشاعري، وهذا ليس على مستوى الشكل فقط بل على مستوى الأداء أيضاً سواء في طريقة الكلام والحركة أو نظرات العينين. وأعتقد أن هذا كان أحد أسباب تفاعل الجمهور معها وتصديقها بشكل أكبر مما كنت أتمناه، إلى درجة أن بعضهم ظن أنني أعاني من الإدمان في الحقيقة من فرط إجادتي للدور». وعن خطواته الفنية المقبلة، قال إنه سيحرص على التنويع وعدم تكرار أدواره. ولمح إلى أنه من الصعب أن يجسد شخصية المدمن مرة أخرى على الشاشة لأنها ستكون شخصية مكررة. وأشار إلى أن هناك العديد من العروض الجديدة، من بينها أعمال درامية لرمضان المقبل وأخرى من نوعية مسلسلات الأجزاء، لكنه حتى الآن لم يحسم قراره لأنه يريد أن يقرأ كل السيناريوات المعروضة عليه ليختار الأفضل بينها.