أفاد مرصد حقوقي بأن الطيران الروسي استخدم الذخائر العنقودية 54 مرة في سورية، 51 منها ضد مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة السورية، ما أدى الى مقتل وجرح 200 مدني. وأصدرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أمس تقريراً بعنوان: «القوات الروسية تفرش الأراضي السورية بالذخائر العنقودية» اعتمدت «على 21 شهادة لشهود عيان وناجين من الحوادث، ونشطاء إعلاميين محليين تواصل معهم» فريقها. وسلط التقرير الضوء على جميع حوادث استخدام الذخائر العنقودية التي تم توثيقها منذ بدء التدخل الروسي في سورية حتى بداية سريان بيان وقف الأعمال العدائية في 2 شباط (شباط) 2016، من دون أن يعني ذلك أن القوات الروسية توقفت عن استخدام الذخائر العنقودية بعد ذلك. وأشار الى أن «القوات الروسية كانت أكثر استخفافاً وإهانة من النظام السوري لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة استخدام الذخائر العنقودية، حيث تم تسجيل ما لا يقل عن 54 هجمة روسية في المدة التي يغطيها التقرير». وصنف التقرير الهجمات الموثقة إلى 51 هجمة في مناطق تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة، كان أكثرها في محافظتي حلب وإدلب و3 هجمات في مناطق تخضع لسيطرة تنظيم «داعش» في محافظتي دير الزور والرقة شرق البلاد. وتسببت هذه الهجمات في «مقتل 52 مدنياً، بينهم 13 طفلاً، و7 سيدات، وإصابة ما لا يقل عن 145 شخصاً آخرين». ونقل التقرير عن رئيس «الشبكة» فضل عبدالغني قوله: «يبدو أن الأراضي السورية مستباحة لاختبار وتجريب مختلف أصناف الأسلحة الروسية وفاعليتها، ولم يحظَ استخدام القوات الروسية للذخائر العنقودية بالإدانة أو التنديد على الأقل، ويبدو لنا أنها استخدمت في أشهر معدودة كميات هائلة تُقَدَّرُ بعشرات آلاف القنيبلات الصغيرة وُجِّهَ معظمها تجاه مناطق مأهولة بالمواطنين السوريين، نحتاج إلى عقود طويلة للتخلص من مخلفاتها، وما تُحدثه من إصابات بين المواطنين، ويجب على المجتمع الدولي مساعدة السوريين بالخبرات والمعدات اللازمة لإزالة الذخائر الغير منفجرة». وصف التقرير استخدام القوات الروسية للذخائر العنقودية بأنه «انتهاك لكل من مبدأ التمييز، ومبدأ التناسب في القانون الدولي الإنساني، وهو ما يرقى إلى جرائم حرب، بخاصة أن الأدلة تُشير إلى استخدامها ضد أهداف مدنية، ولم توجه إلى أغراض عسكرية محددة». وطالب «الحكومة الروسية بالتوقف الفوري عن استخدام وإنتاج الذخائر العنقودية في سوريا، والبدء بتدمير مخزونها والانضمام إلى معاهدة حظر استخدام الذخائر العنقودية، إضافة إلى التحقيق في جميع الانتهاكات الواردة فيه». من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «وثق تنفيذ طائرات نظام بشار الأسد الحربية والمروحية، 60989 غارة على الأقل، خلال 21 شهراً استهدفت مئات المزارع والتجمعات والبلدات والقرى والمدن السورية، في معظم المحافظات السورية»، موضحاً أنها شملت «إلقاء طائرات النظام المروحية 33894 برميلاً متفجراً على عدة مناطق في محافظاتدمشق، ريف دمشق، حلب، السويداء، الحسكة، حماة، درعا، اللاذقية، حمص، القنيطرة، دير الزور وإدلب وتنفيذ طائرات النظام الحربية ما لا يقل عن 27095 غارة». وتابع أنه وثق «مقتل 8953 مدنياً، هم 1911 طفلاً و1263 مواطنة و 5779 رجلاً جراء القصف من الطائرات الحربية والمروحية بالبراميل المتفجرة والصواريخ والرشاشات الثقيلة، بالإضافة إلى إصابة نحو 47 ألفاً آخرين من المدنيين بجراح، وتشريد عشرات آلاف المواطنين، كما نجم عن الغارات دمار في ممتلكات المواطنين العامة والخاصة، وأضرار مادية كبيرة في عدة مناطق»، إضافة إلى مقتل «4964 مقاتلاً». كما «قتلت الطائرات الحربية الروسية 7210 أشخاص منذ نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، بينها 2600 مدني بينهم 632 طفلاً، إضافة ل 2491 عنصر من تنظيم داعش، و2119 مقاتلاً.