كشفت وزارة الداخلية السودانية أمس، عن رصد جماعات متشددة في بعض ولايات دارفور تحاول استقطاب المواطنين، مؤكدةً أنها تعمل لمحاصرة نشاطها. وقلل وزير الداخلية السوداني الفريق عصمت عبد الرحمن من أهمية تمدد الجماعات المتشددة في بلاده، وقال خلال مؤتمر صحافي إن حكومته تحكم السيطرة لمنعها من الانتشار ولا توجد أي أنشطة إرهابية في البلاد. وأكد أن عدداً قليلاً من السودانيين انضموا للجماعات الإرهابية في الخارج، وأحصى عددهم ما بين 100 و130 فرداً مقارنة بانضمام المئات من الدول الأوروبية وغيرها إلى تلك الجماعات. وشكا عبد الرحمن من تنامي الوجود الأجنبي في السودان، قائلاً إن ضبطه يحتاج إلى جهد كبير وأموال ضخمة، متهماً سفارات بعض الدول بالتهرب من مسؤولية رعاياها الذين يقيمون بطريقة غير شرعية. في تطور آخر، جددت رواندا تأكيدها بعدم التعرض للرئيس السوداني عمر البشير بالاعتقال حال وصوله كيغالي للمشاركة في أعمال القمة الأفريقية السبت المقبل، وأعلن وزراء الخارجية الأفارقة تماسك الموقف الأفريقي حيال رفض قرارات المحكمة الجنائية الدولية المستهدفة للزعماء الأفارقة. وأعلنت وزيرة الخارجية الرواندية لويز موشيكيرابوا، أمام المجلس التنفيذي لوزراء الخارجية بالاتحاد الأفريقي أمس، أن بلادها لن تعتقل البشير، حال وصوله إلى أراضيها وأكدت التزام بلادها موقف الاتحاد الأفريقي واستقبال الرؤساء وحمايتهم. وأعلن وزراء الخارجية الأفارقة عن رفضهم القوي لمبدأ استخدام عمليات حفظ السلام في مهام الاعتقال، باعتبار أن الاعتقال مهمة سيادية خاصة بالدول، وليس شأناً تختص به منظمة دولية. إلى ذلك، أجرى البشير أمس، في الخرطوم محادثات مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط وناقش مبادرات السودان المطروحة أمام القمة العربية المقبلة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، في ما يخص الأمن الغذائي العربي والأوضاع في دارفور وخطوات خروج البعثة الدولية الأفريقية المشتركة في الإقليم «يوناميد» من البلاد. وأعرب أبو الغيط عن سعادته بتخصيص أول زيارة خارجية له كأمين عام للجامعة إلى السودان، مؤكداً التزام الجامعة اللامحدود بدعم هذا البلد. وأضاف أن الجامعة ستظل تؤيد وتقف مع السودان «لحجب أي ضرر قد يصيبه» من قبل المحكمة الجنائية الدولية. وحول عضوية دولة جنوب السودان كمراقب في الجامعة العربية قال أبو الغيط إن ميثاق الجامعة لا يسمح بذلك إلا أنه سيعمل على إقناع الدول العربية بإعطاء دولة الجنوب وضع مراقب خاص. وكشف عن تقرير سيقدمه إلى مجلس الوزراء العرب في أيلول (سبتمبر) المقبل لمواكبة الأوضاع في جنوب السودان لافتاً إلى سعي إسرائيل لتطويق الدول العربية مستشهداً بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى دول أفريقية عدة أخيراً. أما في شأن الوضع السوري فاستبعد الأمين العام أن تسمح الجامعة لسورية في الوقت الراهن باستعادة مقعدها الذي يتطلب توافقاً بين الحكومة والمعارضة.