حمل قيادي في المعارضة السورية اختلاف مصالح الدول وتشعب الفصائل القتالية مسؤولية تعقُّد الأوضاع الإنسانية والعسكرية في سورية، مشيراً إلى دورها في إضرار الثورة وأهداف المعارضة، لافتاً إلى أن الأوضاع الميدانية في الساحة السورية تتمركز في ثلاث مناطق، هي ريف دمشق والساحل وحلب. وأوضح قائد الجبهة الساحلية السابق العقيد مصطفى هاشم ل«الحياة»، أن بعض المناطق السورية تمر بمجازر متتالية وأوضاع إنسانية سيئة، وسط صمت دولي مريب ومخيف تجاه هذه الأوضاع، كما أن المواقف الدولية في ما يخص مناطق القتال خارج مناطق الأكراد ومناطق وجود «داعش» غير مشجعه للثوار، وتفتقر إلى الصدقية في التعامل، والكيل بأكثر من معيار بحسب ما تتطلبه مصالح هذه الدول، ولا تلتفت إلى ما يحتاج إليه الوضع الإنساني أو العسكري في المناطق المذكورة. وقال: «من خلال ما تقدم، فالوضع السوري أصبح أكثر تعقيداً بتشعب المصالح الدولية واختلافها، وكذلك بتشعب فصائل المقاومة واختلاف نظرياتها المتناقضة ومبادئها، وهذا أضر ضرراً جسيماً في عملية إسقاط النظام، وأدى إلى تغيير في مواقف كثير من الدول التي كانت تدعي صداقتها للشعب السوري». وبين هاشم أن الوضع الميداني أصبح رئيساً في ثلاث مناطق ساخنة على الساحة السورية، هي ريف دمشق (داريا وما حولها)، الساحل (جبل التركمان والأكراد)، وحلب، والأخيرة تعد الأكثر سخونة، إذ لم ينجح النظام حتى هذه اللحظة في تطويق حلب بالكامل، لافتاً إلى أن المعارك ماتزال بين «كَرٍ وفرٍ» في منطقة الملاح وما حولها. وأشار إلى أن النظام في الساحل يحاول منذ أيام عدة استعادة القرى التي خسرها في المعارك الأخيرة، ناحية كنسبا وشلف والحمرات وشير قبوع وقلعة شلف، كما لم يكلل له أي هجوم بتحقيق أي تقدم في داريا. وأوضح قائد الجبهة الساحلية السابق أن هناك تقدم لقوات النظام في بعض النقاط بعد استخدام النظام كاسحات الألغام المحصنة في عملية التقدم، وفي الوقت نفسه هناك نقص حاد في السلاح والذخيرة لدى الثوار المحاصرين منذ زمن بعيد، الذين يفتقرون حتى للدقيق ومواد الطعام. بدوره: «قال المتحدث العسكري لحركة تحرير حمص النقيب رشيد حوراني ل«الحياة»: «تعتبر كل من دمشق وريفها ممثلة بداريا، والغوطة الشرقية، وحمص بريفها الشمالي، وحلب، أكثر المناطق استهدافاً من النظام وحلفائه، إلى درجة أنه بات يستخدم المجازر من دون أي رادع، كما تستخدم روسيا الصواريخ العابرة للقارات أحياناً». وأضاف: «ارتكب النظام أمس (الأربعاء) مجزرة راح ضحيتها أكثر من 15 شهيداً باستهداف سوقاً شعبية في الرستن في حمص وسط البلاد». وتابع حوراني، إضافة إلى كل ذلك استهداف اللاجئين في مخيماتهم، كما حدث بقصف الطيران مخيماً على الحدود الأردنية أو في بلاد اللجوء كلبنان، إذ داهمت قوة للجيش اللبناني أول من أمس (الثلثاء) مخيم المنية في طرابلس، ومارست على من فيه من أطفال ونساء كل أشكال الإهانات، مؤكداً أنه لا يوجد أي تحرك دولي أو أممي لوقف ما يجري في حلب، واصفاً الأوضاع الإنسانية في مناطق العمليات بالتي «يرثى لها».