[تساءل رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري أليس العملاء في الأجهزة العسكرية وفي المقاومة وفي المصارف أخطر من عملاء الاتصالات... وقال إن هناك أمور كثيرة يجب ألا تطرح في الإعلام، بل في مجلس الوزراء في حديث ل"الحياة" تقرأونه كاملاً غداً في النسخة الورقية...] دعا رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الى الخروج من الماضي والتطلع الى المستقبل، مشيراً الى ان "تيار المستقبل" أجرى مراجعة نقدية للعلاقة مع سورية في السنوات الماضية وكانت هناك أخطاء. وحض اللبنانيين على عدم الخوف من الفتنة المذهبية إذا قرر السياسيون اللبنانيون منع حدوثها، واستبعد وقوع حرب إسرائيلية على لبنان على رغم النيات العدوانية الإسرائيلية والتهويل المستمر. جاء ذلك في حديث أدلى به الى صحيفة "الحياة" ليل الأربعاء – الخميس وفي أعقاب جلسة مجلس الوزراء. قال الحريري انه لمس خلال زيارته الأخيرة دمشق، وهي الرابعة منذ توليه رئاسة الحكومة قبل ثمانية أشهر، تطوراً في العلاقة بين البلدين وكذلك في علاقته مع الرئيس بشار الأسد والتي تتصف بالصراحة والمناقشة الهادئة لكل الملفات. وأكد أن قراره فتح صفحة جديدة مع سورية لا رجوع عنه وأنه سمع في المقابل كلاماً مشابهاً من الأسد. ورفض اعتبار استقبال دمشق سياسيين لبنانيين نوعاً من التدخل، ودعا الى الواقعية في القراءة، لافتاً الى أن حكومات والده رفيق الحريري حققت إنجازات أثناء الوجود العسكري السوري في لبنان. وعزا التشنج الأخير الى انقطاع الحوار بين اللبنانيين، مؤكداً قراره الانفتاح والتحاور مع الجميع، ولافتاً الى ان استقرار لبنان أو عدم التشنج فيه يريح سورية. وسئل كيف سيتصرف حين تتكشف الحقيقة حول اغتيال والده وهل سيتصرف كنجل رفيق الحريري أم كرئيس للوزراء، فقال: "أنا أتصرف بصفتين. في قلبي كسعد ابن رفيق الحريري وبشخصي كرئيس وزراء لبنان. وفي الوقت نفسه سأرى ما هي المصلحة الوطنية. والمصلحة الوطنية هي الحقيقة ولو لم تكن الحقيقة مصلحة وطنية لما أنشئت المحكمة". وأكد رداً على سؤال ان هذا الموضوع كان حاضراً في لقائه الأخير مع الرئيس الأسد وقال: "نعم تحدثنا فيه. تحدثنا فيه بهدوء وموضوعية ولا أريد أن أدخل في التفاصيل". وأكد أن عدم الانتهاء من مناقشة بعض الاتفاقات مع سورية يرجع الى وجود تفاصيل كثيرة والحاجة الى المزيد من الوقت لمناقشتها. وكشف أنه كان ينوي زيارة إيران خلال الشهر الحالي، لكن الحديث عن زيارة الرئيس أحمدي نجاد الى لبنان أدى الى إرجائها الى موعد يحدد لاحقاً. ورأى ان أي تهديد إسرائيلي لأي طرف لبناني هو تهديد لكل لبنان، خصوصاً ان لبنان كله مهدد وفق تصريحات العدو. وشدد على أهمية وحدة اللبنانيين ودعا الى احترام القرار 1701. ولاحظ أن ضبط عميل في الاتصالات أمر مهم، لافتاً الى حالات ربما أخطر في أجهزة عسكرية أو المقاومة أو المصارف، مؤكداً ضرورة ملاحقة العملاء حتى آخر عميل في لبنان. وأشاد الحريري بوقوف السعودية الى جانب لبنان في السراء والضراء، لافتاً الى دورها في اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب في لبنان والى دور الملك عبدالله بن عبدالعزيز في إطلاق جهود المصالحة العربية. ومما قاله أيضاً: - أليس العملاء في الأجهزة العسكرية وفي المقاومة وفي المصارف أخطر من عملاء الاتصالات؟ - هناك أمور كثيرة يجب ألا تطرح في الإعلام، بل في مجلس الوزراء - تحدثت والرئيس بشار الأسد بهدوء وموضوعية في قضية المحكمة الدولية ولا أريد الدخول في التفاصيل الآن