دق عشرات الآلاف من الإيرانيين، بقيادة رئيسة الجمهورية المنتخبة من المقاومة الإيرانية مريم رجوي، مسماراً في نعش «ولاية الفقيه» لدى انطلاق فعاليات «مؤتمر المعارضة الإيرانية» السنوي أمس (السبت)، والذي أقيم تحت شعار «الحرية لإيران» وسط حضور دولي لافت. وأكدت رئيسة الجمهورية المنتخبة من المقاومة الإيرانية مريم رجوي، في كلمة ألقتها لهذه المناسبة: إن حكم ولاية الفقيه سيسقط، مؤكدةً أن عوائد النفط بعد إلغاء العقوبات أُحرقت في الحرب في سورية، ومشددةً على أن الوفود الأوروبية التي زارت طهران لم تجد سوى نظاماً مفلساً وغارقاً في الفساد. وأضافت رجوي: «أقدم التحية لكم جميعاً، لا أجد عبارة شكر تعبّر عن الثقة التي منحتمونيها، سوى أن أقف إجلالاً وإكراماً أمامكم، وأقول إني جئتكم لأنقل إليكم كلمة أولئك الذين لم يُسمَع كلامهم، إلا أنهم هم قوة الحسم في إيران». وأضافت: «جناح خامنئي، الذي كان يجهد للبحث عن متنفس للتهرّب من الأزمات، مُني بالفشل، وفي الطرف المنتصر مقاومة الشعب الإيراني التي كشفت مشروع النظام لصناعة القنبلة النووية، وفي عام 1390 (بحسب التقويم الفارسي) في ولاية أحمدي نجاد رأى خامنئي نظامه في خطر، وظل المجاهدون من مخيما «أشرف» و«ليبرتي» للاجئين، إلى سجني «إيفين» و«جوهردشت» صامدين مقاومين، بل تكاثروا وزاد انتشارهم، وبموازاة ذلك حاول جناح رفسنجاني - روحاني من خلال التمسك بشعار الاعتدال أن يقدم نفسه منقذاً للنظام». وواصلت: «خلال هذا العام، ألغيت العقوبات إلى حد كبير، وزاد تصدير النفط، إلا أن عوائده أُحرقت في أتون الحرب في سورية، وعشرات من الوفود السياسة والتجارية الأوروبية تقاطرت إلى طهران، غير أنهم لم يجدوا هناك سوى نظام مفلس، غير مستقر، وغارق في الفساد حتى الأذنين، وكان من المتوقّع أن يتحسّن اقتصاد البلد، لكنه غرق أكثر من ذي قبل في الركود، وكان المتوقع أن يتحسن اقتصاد البلد، لكن بات النظام المصرفي مفلساً والمعامل معضلة وأغلقت الواحد تلو الآخر». وزادت: «المقاومة الإيرانية ترى نفسها بجانب الشعب السوري ومقاتليه الأبطال، وتعتز بأنها هي صوت التضامن بين الشعبين، وقصف «ليبرتي» بالصواريخ من جديد كان رداً انفعالياً على ترحيب الإيرانيين ودعم السجناء الجريء لتجمع اليوم، واليوم يقول العمال الإيرانيون: إن حكومة روحاني طبّقت ضد العمال خططاً أمنية أكثر من أية حكومة أخرى، فلن نسكت ولن نتوقف إلى يوم يرفع فيه كل الإيرانيين متضافرين، مهما كانت عقائدهم، راية الانتصار مرفرفة: راية إيران حرة وديموقراطية». وشددت رجوي على أن الحل لن يأتي من داخل ما أسمته ب«الاستبداد الديني»، وقالت: «لا يخرج حل من داخل الاستبداد الديني، ما يتم إثباته هو الحل المقدم من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أي إسقاط هذا النظام». وقدمت رؤيتها حول مجريات الأمور في إيران خلال العام الماضي، وقالت: «بعد مضي عام على الاتفاق النووي، كلا الجناحين في النظام فاشل، أمام مجتمع ناقم للغاية، كلام الشعب الإيراني لهذا النظام هو: «لا لصاحب العمامة السوداء ولا لصاحب العمامة البيضاء.. ليسقط نظام ولاية الفقيه». وقالت: «لا خدعة الاعتدال، ولا الصخب حول الاتفاق النووي تمكننا من شق طريق لنظام الملالي، فبعد ثمانية أيام من تأييد خامنئي وتراجعه عن البرنامج النووي في رسالته إلى رئيس النظام، قام بشن أكبر هجوم صاروخي على مخيم «ليبرتي»، وكانت نتيجة هذا الهجوم استشهاد 24 مجاهداً بطلاً». واستطردت: «عصر جديد سيبزغ فجره في إيران، وسيزدهر مجتمع قائم على الديموقراطية وفصل الدين عن الدولة، والمساواة بين المرأة والرجل». وواصلت: «بالضبط قبل خمسة أيام من مؤتمركم هذا عادت الحكومة لتقصف مخيم ليبرتي بالصواريخ مرة أخرى، ولتحرق مساحات منه، كان ذلك رداً انفعالياً على ترحيب الإيرانيين بهذا المهرجان». وزادت: «خلال تناول ما حصل في العام الماضي نصل إلى ثلاث حقائق أساسية: الحقيقة الأولى أن الجناحين كليهما فشل في إيجاد حل لبقاء النظام، كما أنه لا يمكن أن يلجأ الشعب الإيراني إلى «التنين» هرباً من «الأفعى»، كلمة «لا» هي قول الشعب الإيراني في هذا النظام، لدينا «لا، ولا»؛ «لا» لأصحاب العمائم السوداء، و«لا» لأصحاب العمائم البيضاء، ليسقط نظام ولاية الفقيه، أما الحقيقة الثانية فهي أنه بسبب الغليان الشعبي، وبسبب تأهب المجتمع للحراك، فإن إسقاط نظام ولاية الفقيه أمر ممكن وفي متناول اليد، أما الحقيقة الثالثة فهي حقيقة الحل الواقعي ولمعانه، فليس هناك حل من داخل الاستبدادية الدينية، وبالتالي فإن ما يتم إثباته هو الحل المقدم من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أي إسقاط نظام الاستبداد الديني الحاكم في إيران». سجناء سياسيون واعتقالات... وغلَيان ومقاومة أكدت رئيسة المقاومة الإيرانية المنتخبة مريم رجوي أن المعاناة التي يتحملها السجناء السياسيون في إيران بإضرابهم عن الطعام مدداً طويلة تمثل شعلة من هذه المقاومة. وقالت: «أهلنا من طبقة العمال يتعرضون للجَلد، والمدرّسون تصدر عليهم أحكام بالحبس مدداً طويلة، إلا أنهم لا يتوقفون عن الاحتجاج، بل يقاومون، بناتنا وأبناؤنا يتعرضون يومياً للاعتقالات والاستخفاف والاستحقار، إلا أنهم لا يركعون أمام إجبارات الملالي». واضافت رجوي: أمهاتنا يتوجهن إلى السجون، ويتحملن مختلف صنوف المضايقات، إلا أنهنّ لا يتركن المقاضاة، المجاهدون في «ليبرتي» يتعرضون للقصف بالصواريخ ويعيشون حال الموت البطيء في ظل الحصار والصعوبات، وتعترض عملية انتقالهم إلى بلدان أخرى مختلف العراقيل والمؤامرات، إلا أنهم لن يتخلوا عن النضال قيد أنملة، وأصبحوا مثالاً للنضال ضد نظام ولاية الفقيه. واستطردت: ليس سؤالنا اليوم: هل نظام ولاية الفقيه على حافة السقوط أم لا؟ بل التساؤل هو: ما هي الأساليب التي تحقق هذا الهدف في أسرع وقت؟ وجوابنا هو: إقامة ألف «أشرف»، أي إقامة ألف معقِل للنضال ضد الاستبداد الديني». وواصلت: «ألخص كلامي: ألف «أشرف» يعني: تصاعد المقاومة ألف مرة، وغليان المجتمع الإيراني بألف درجة، إنكم تعلمون أنه على المستوى الدولي لم يكن قليلاً أولئك الذين كانوا يظنون أن الاتفاق النووي سيحمل الهدوء للمنطقة، ولكن هذا الاتفاق جلب للشعب السوري براميل الديناميت و70 ألفاً من قوات الحرس، وللعراقيين التطهير القومي الذي طاول السنّة على يد «قوة القدس» الإرهابية، ولكل المنطقة توسيع التطرف باسم الإسلام». وأضافت: «المقاومة الإيرانية ترى نفسها بجانب الشعب السوري ومقاتليه الأبطال، وتعرف أنها هي صوت التضامن بين الشعبين، في الجهة المقابلة، فإن نظام الملالي يتواكب مع تنظيم «داعش» ويتّسق معه، فلكليهما مسلك ظلامي مماثل ضد رسالة الإسلام الحنيف، كلاهما له أساليب مماثلة في البربرية والتوحش، وكلاهما حياته مرهونة بالآخر، إن طريق محاربة «داعش» لا تنفتح طالما لا ينتهي احتلال النظام الإيراني لسورية والعراق واليمن». وأكملت: «الأمر الغريب هو تبرير التعاون العملي مع «قوة القدس» الإرهابية، بذريعة محاربة «داعش»، إنني أحذر من أن أي صمت، ناهيك عن التعاون مع الملالي، سيؤدى إلى فتح الباب على مصراعيه ل«داعش» وما شابهه، للإبادة، ولخرق السيادة الوطنية لبلدان المنطقة، أجل إنه لعصر جديد سيبزغ فجره في إيران، وسيزدهر مجتمع قائم على الديموقراطية، إننا اخترنا المقاومة حيثما كانت، ومهما تتطلبه الحرية من ثمن، إننا اخترنا المقاومة طالما نظام الاستبداد قائم، ونعتزّ بهذا الاختيار، لن نتوقف». واختتمت: «لن نصمت حتى تسري الحرية والديموقراطية والمساواة في نهار هادر يجري في كل أنحاء إيران، بدءاً من أذربيجان إلى بلوشستان، ومن خراسان إلى خوزستان، ولن نسكت ولن نتوقف إلى يوم يرفع فيه كل الإيرانيين، مهما كانت عقائدهم واختلافاتهم، راية الانتصار مرفرفة، راية إيران حرة وديموقراطية».