نفى قياديون وناشطون في الزنتان (غرب ليبيا) أمس، الأنباء التي ترددت عن إطلاق سيف الإسلام القذافي بعد احتجازه هناك لسنوات غداة الانتفاضة ضد نظام والده العقيد معمر القذافي. وقال ل»الحياة» القيادي العسكري المعروف عبد الله ناكر (القريب من رئيس المجلس العسكري في الزنتان العقيد العجمي العتيري) أن «الإعلام اللامسؤول والمروج للفتن، أوصل ليبيا إلى كثير من المآزق». وأوضح ناكر أن «سيف في يد القضاء الذي لم ينته من البت في مجموعة من القضايا المتهم فيها، وكونه محتجز في الزنتان فهذا لا يعني أنها ستقرر في شأنه في منأى عن القضاء»، وذلك في إشارة إلى محاكمة سيف وآخرين من رموز النظام السابق في محكمة خاصة في العاصمة طرابلس. كما أبلغ «الحياة» الناشط الزنتاني محمد النمر أن «لا صحة لما تم تناقله حول الإفراج عن سيف»، موضحاً أنه «لا توجد جهة يمكنها أن تتحمل مسؤولية إقامته وأمنه بمثل ما هي الحال في الزنتان حيث يقضي وقته في راحة تامة». وكان خالد الزايدي، محامي سيف الإسلام القذافي، أثار ضجة قبل يومين بإعلانه الإفراج عن موكله من سجنه في الزنتان بموجب قانون عفو عام ولمناسبة عيد الفطر. كما أعلن محام آخر لسيف هو البريطاني كريم خان، الإفراج عن موكله بعد خمس سنوات قضاها في السجن. وأشار خان إلى أن نجل القذافي استفاد من قانون العفو العام الذي يطبق على كل الليبيين من دون استثناء. وأكد خان أن سيف «بخير وأمان وموجود في ليبيا». وقال كريم خان إنه «سيقدم طلباً إلى المحكمة الجنائية الدولية لإسقاط الملاحقات بحق سيف»، استناداً إلى المبدأ القاضي بأنه «لا يمكن أن يحاكم شخص بالتهم نفسها مرتين»، علماً أن القضاء في طرابلس رفض تسليم سيف إلى المحكمة الدولية وأصر على صلاحيته في محاكمته بتهم تتعلق بارتكاب جرائم خلال قمع الانتفاضة ضد نظام والده. على صعيد آخر، تصاعدت المواجهة في بنغازي بين قوات الجيش بقيادة الفريق خليفة حفتر و»مجلس شورى الثوار» في المدينة والذي أسقط طائرة من طراز «ميغ 21» تابعة لسلاح الجو، ما أدى إلى وفاة طيارها إدريس العبيدي. وتحطمت الطائرة اثر الطلب من قائدها التدخل للإغارة على مواقع المقاتلين الإسلاميين في محور «قنفودة» في بنغازي بعدما نجحوا في تطويق قوة تابعة للجيش. ويأتي ذلك في إطار تصعيد منذ أول أيام العيد، شهد مقتل 12 من قوات الجيش بتفجير المسلحين الإسلاميين سيارة مفخخة في بنغازي، كما أعلن ناطق عسكري. إلى ذلك، كشفت مصادر في السودان وثيقة الصلة بالجماعات المتشددة، أن سودانياً من قيادات تنظيم «داعش» فرع ليبيا، قتل بقصف جوي في مدينة سرت الليبية. وذكرت المصادر أمس، أن ميرغني بدوي البشير، الملقب ب»أبو الحارث» قُتل في غارة جوية نفذتها طائرة من دون طيار تابعة لسلاح الجو الإيطالي، واستهدفت موقعاً لتجمع قوات التنظيم أوائل شهر حزيران (يونيو) الماضي. وأفادت تسريبات متفرقة نشرتها مواقع إلكترونية ليبية أن «أبو الحارث» السوداني، الذي تكتم التنظيم عن إعلان خبر مصرعه، انخرط في صفوف «داعش» منتصف العام الماضي، بعد أن غادر الخرطوم براً وانضم إلى صفوفه في «ولاية برقة» شرق ليبيا.