في وقت أصبح لمواقع التواصل الاجتماعي اهتمام كبير لدى السعوديين، ودور أكبر في إثارة القضايا الاجتماعية، وما للفضاء المفتوح من خطر على الأطفال من مجهولي الهوية وغيرهم في غرس بعض الأفكار والمصطلحات، قدمت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض الخيمة الإعلامية للأطفال ضمن فعاليات العيد، التي قدمت التوعية بآلية التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي وطرق الاستفادة منها وتجنب سلبياتها، واستقبلت الأطفال الراغبين في صقل مواهبهم في مجال الإعلام، ووفرت المساحة لتقديم مواهبهم فيها. وجذبت فعاليات عيد الفطر التي تنظمها الهيئة في منطقة قصر الحكم سكان وزوار مدينة الرياض، إذ أبدى الزوار إعجابهم بما يقدم من فعاليات ثقافية وترفيهية تناسب احتياج كل أفراد الأسرة. وكانت الرحلة الأولى في ميدان العدل، إذ التفت الأسر حول المسرح للاستمتاع بالعروض الترفيهية التي انطلقت بفعالية الدمى الراقصة، وتوالت بعدها العديد من الفعاليات المسرحية، بمشاركة نخبة من الفرق الإبداعية التي قدمت عروض الخفة والتجارب العلمية بروح مرحة، وسط تفاعل مميز من الزوار، لينتقل الدور للأسر السعودية المنتجة، التي كان لها دور فاعل في الاحتفالية بالعيد، وقدمت الأسر للزوار عبر منصاتها المحيطة بميدان العدل العديد من أصناف المأكولات الشعبية والمشروبات الباردة، إضافة إلى عرضها للمنسوجات اليدوية والتحف الفنية. وكان لفعاليات الأطفال الحيز الأكبر، إذ اتجه الأطفال إلى الخيم الأربع التي تضمنت فعاليات تحاكي العديد من المهن، ابتداء بخيمة الطبيب المحتوية على مجسم يظهر أعضاء جسم الإنسان الداخلية ووظائفها، وأتاحت الخيمة للأطفال ممارسة دور الطبيب بارتداء المعطف الأبيض، واستقبال مرضى افتراضيين في ركن العيادة، إضافة إلى اطلاعهم على أنواع الوجبات الصحية وتحفيزهم على الابتعاد عن المأكولات الضارة والمسببة للسمنة. وفي خيمة الفنان عاش الأطفال أجواء المرح باكتشافهم طريقة الرسم ثلاثية الأبعاد، والرسم على الوجه، واللعب بالصلصال وتشكيله بطرق إبداعية تنمي قدرات الطفل الفكرية، إلى جانب خيمة العالم التي احتوت على فعاليات علمية تُعرض بأسلوب مبسط، وشملت ركن محطة الطيران والصاروخ وعجائب الفيزياء والفقاعة العملاقة. واتجه الزوار بعدها إلى ساحة المصمك لمشاهدة عرض مرئي بعنوان «ذاكرة الرياض» تناول رصداً للتحولات التنموية التي شهدتها العاصمة، تزامن معها سرد لحكايات تاريخية تكشف طريقة احتفال سكان مدينة الرياض بالعيد قديماً، قبل أن تنطلق فعالية العرضة السعودية التي تفاعل معها الزوّار لما تمثله من عراقة تتصل بهوية المنطقة وتاريخها. فيما حظي زوار حي البجيري في الدرعية التاريخية بمعايشة أجواء الفن والتراث في آن واحد، وذلك عبر مجموعة من الفعاليات الفنية الموجهة لكل فئات المجتمع، إذ يتاح لزوار «ممر الفنون» بالحي مشاهدة أعمال الرسم على الألواح الخشبية بما يسمى ب«الفن الجرافيتي» من عدد من الفنانين عبر ممر الفنون وهو المقر الثابت المخصص للفن بالحي والذي يحوي معرضاً مستمراً تتاح للزوار زيارته طوال العام ويمنحهم الفرصة للتعرف على أعمال السعوديين في مجالات الفنون المختلفة. وأخيراً في حديقة الحويطة بحي البجيري تقدم العديد من الفعاليات، عبر شاشة عرض كبيرة لبث مجموعة من الأفلام الثقافية والترفيهية الهادفة والموجهة للعوائل والصغار.